فيها رجع اللنك بعساكره من بلاد الدّشت بعد أن أثخن فيهم، فوصل إلى السلطانية في شعبان، ثم توجّه إلى همذان، وأمر بالإفراج عن الظّاهر صاحب ماردين، فوصل إليه في رمضان، فتلقاه واعتذر إليه، وأضافه أياما ثم خلع عليه وأعطاه مائة فرس وجمالا وبغالا وخلعا كثيرة، وعقد له لواء، وكتب له ستة وخمسين منشورا كل منشور بتولية بلد من البلاد التي كان تيمور افتتحها في سنة ست وتسعين ما بين أذربيجان إلى الرّها وشرط عليه أنه [1] يلبي دعوته كلّما طلبه.
وفيها توفي شهاب الدّين أبو العبّاس أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي بن يوسف بن محمد بن قدامة الحنبلي، المعروف بابن العزّ [2] ، الشيخ الإمام الفقيه المفتي.
سمع من عيسى المطعم، وابن عبد الدائم، والحجّار، وأكثر عن القاضي تقي الدّين سليمان، ويحيى بن سعد، وحدّث عن المعمار، وهو آخر من حدّث عنه، وعن القاضي [3] بالسماع، وكان شيخا طوالا عليه أبّهة. أقعد في آخر عمره، وسمع «جزء ابن عرفة» على نحو من ثمانين شيخا، و «جزء ابن الفرات» على نحو من خمسين شيخا.