إليه والمعول عليه، تهرع القضاة والوزراء إلى بابه والسلطان يخافه، وكان بارعا في الحديث، والمعاني، والبيان، وشرح «مصابيح البغوي» وخرّج لنفسه «أربعين حديثا» ، وفيها أوهام وسقوط رجال في الأسانيد [1] ، وكانت نفسه قوية وفهمه جيدا، وكان بالغا في الكرم، حتّى ينسب إلى الإسراف، ولما دخل تمرلنك بغداد هرب منها مع السلطان أحمد، فنهبت أمواله، وسبيت حريمه، وقدم الشام، واجتمعنا به، وأنشدنا من نظمه، فلما رجع السلطان إلى بغداد رجع معه، فأقام دون خمسة أشهر.
وقال الحافظ برهان الدّين الحلبي: كان إماما علّامة، متبحرا في العلوم، غاية في الذكاء، مشارا إليه، وكان يدخله كل سنة زيادة على مائة ألف درهم وكلّها ينفقها، وصنّف في الردّ على الرافضة في مجلد.
توفي في صفر ودفن بالقرب من معروف الكرخي بوصية منه.
قال ابن حجر: شرح «منهاج البيضاوي» و «الغاية القصوى» له، وحدّث بمكّة وبيت المقدس، وأنشد لنفسه بالمدينة:
يا دار خير المرسلين ومن بها ... شغفي وسالف صبوتي وغرامي
نذر عليّ لئن رأيتك ثانيا ... من قبل أن أسقى كؤوس حمامي
لأعفّرنّ على ثراك محاجري ... وأقول هذا غاية الإنعام
وفيها محمد بن أبي محمد الأقصرائي، نزيل القاهرة الحنفي [2] .
قال ابن حجر: درّس بمدرسة ايتمش للحنفية، وهو والد صاحبنا بدر الدّين محمود وأخيه أمين الدّين يحيى. وتوفي في جمادى الأولى.