سنة ثمان وعشرين وخمسمائة

فيها توفي أبو الوفاء أحمد بن علي الشيرازي الزاهد الكبير، صاحب الرباط [1] ، والأصحاب، والمريدين ببغداد، وكان يحضر السماع.

وفيها أبو الصّلت أميّة بن عبد العزيز بن أبي الصّلت الدّاني الأندلسي، صاحب الفلسفة، وكان ماهرا في علوم الأوائل الطبيعي، والرياضي، والإلهي، كثير التصانيف، بديع النظم، عاش ثماني وستين سنة، وكان رأسا في معرفة الهيئة، والنجوم، والموسيقا.

تنقل في البلاد ومات غريبا، وذكره العماد الكاتب في «الخريدة» وأثنى عليه، وذكر شيئا من نظمه، ومن جملة ما ذكر قوله [2] :

وقائلة ما بال مثلك خاملا ... أأنت ضعيف الرأي أم أنت عاجز

فقلت لها ذنبي إلى القوم أنّني ... لما لم يحوزوه من المجد حائز

وما فاتني شيء سوى الحظّ وحده ... وأمّا المعالي فهي عندي غرائز

وله أيضا [3] :

طور بواسطة نورين ميديا © 2015