الطريقة، وذكر عنه أشياء، ثم قال: وتذاكرت [1] أنا مع أبي الفضل محمد بن ناصر الحافظ بما ذكره ابن خيرون المقرئ، فسكت وكأنه ما أنكر ما قال، ثم قال: ولكن كان ثقة في اللغة، وما كان ينقله. وصنّف في الأدب كتبا مفيدة، منها: «شرح الحماسة» و «شرح ديوان المتنبي» و «شرح سقط الزّند» و «شرح اللّمع» لابن جني، و «شرح مقصورة ابن دريد» [2] و «شرح المعلقات السبع» وله «تهذيب غريب الحديث» و «تهذيب الإصلاح» و «الملخص في إعراب القرآن» في أربع مجلدات، وغير ذلك من الكتب الحسنة المفيدة.

وكان، قد دخل مصر في عنفوان شبابه، فقرأ عليه بها ابن بابشاذ النحوي شيئا من اللغة، ثم عاد إلى بغداد واستوطنها إلى الممات، وكان يروي عن أبي الحسن محمد بن المظفر بن نحرير [3] البغدادي جملة من شعره، فمن ذلك قوله- وهي من أشهر أشعاره-:

خليليّ ما أحلى صبوحي بدجلة ... وأطيب منه بالصّراة غبوقي

شربت على الماءين من ماء كرمة ... فكانا كدرّ ذائب وعقيق

على قمري أفق وأرض تقابلا ... فمن شائق حلو الهوى ومشوق

فما زلت أسقيه وأشرب ريقه ... وما زال يسقيني ويشرب ريقي

وقلت لبدر التّمّ تعرف ذا الفتى؟ ... فقال: نعم هذا أخي وشقيقي.

وهذه الأبيات من أملح الشعر وأظرفه.

وكانت ولادة يحيى هذا سنة إحدى وعشرين وأربعمائة، وتوفي فجاءة [4] يوم الثلاثاء ثامن عشري جمادى الآخرة ببغداد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015