سنة إحدى وأربعمائة

فيها أقام صاحب الموصل الدعوة ببلده للحاكم، أحد خلفاء الباطنيّة، لأن رسل الحاكم تكرّرت إلى صاحب الموصل قرواش بن مقلّد، فأفسدوه، ثم سار قرواش إلى الكوفة، فأقام بها الخطبة للحاكم وبالمدائن، وأمر خطيب الأنبار بذلك، فهرب، وأبدى قرواش صفحة الخلاف، وعاث وأفسد، فقلق القادر بالله، وأرسل إلى الملك بهاء الدولة مع ابن الباقلاني المتكلّم، فقال: قد كاتبنا أبا عليّ عميد الجيوش في ذلك، ورسمنا بأن ينفق في العسكر مائة ألف دينار، فإن دعت الحاجة إلى مجيئنا قدمنا. ثم إن قرواش بن مقلّد خاف الغلبة، فأرسل يتعذّر [1] ، وأعاد الخطبة العباسية، ولم يحجّ ركب العراق، لفساد الوقت.

وفيها توفي أبو علي، عميد الجيوش [2] ، الحسين بن أبي جعفر، وله إحدى وخمسون سنة، كان أبوه من حجّاب عضد الدولة، فخدم أبو علي بهاء الدولة [3] ، وترقّت حاله، فولّاه بهاء الدولة نائبا عنه بالعراق، فأحسن سياستها، وحمدت [4] أيامه، وبقي عليها ثمانية أعوام وسبعة أشهر، فأبطل عاشوراء الرافضة، وأباد الحرامية والشطّار، وقد جاء في عدله وهيبته حكايات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015