الأصدقاء ممّن يمارسون فنّ التحقيق دورها أيضا في لفت نظري إلى أمور فاتني التنبّه لها، شأن كلّ من يتصدى لخدمة كتاب كبير كهذا الكتاب، جزاهم الله تعالى خيرا وأحسن إليهم.
وأرى من المفيد أن أنبّه إلى أنني آثرت- منذ هذا المجلد- أن أرمز لمصوّرة الأصل الخطي المعتمد في التحقيق بحرف «آ» وللطبعة السابقة بحرف «ط» رغبة في التقليل من الحواشي قدر الإمكان، وسوف أرمز لمصوّرة النسخة الخطية من كتاب «منتخب شذرات الذهب» لابن شقدة [1] ب «المنتخب» ابتداء من أول المجلد السادس، إذا دعت الضرورة إلى ذلك.
وختاما أكرر ما قلته في آخر مقدمتي للمجلد الأول [2] : إن هذا الكتاب هو في نهاية الأمر إرث لأفراد الأمة جميعهم، والنصح للقائمين على تحقيقه وإخراجه هو نصح للناطقين بالعربية في مشارق الأرض ومغاربها. راجيا من جميع العاملين في فنّ التحقيق وسواهم أن لا يبخلوا عليّ بملاحظاتهم وتصويباتهم، ولسوف أذكر أصحابها بالجميل في آخر الكتاب إن شاء الله.
اللهمّ إني أسألك أن تسدّد خطاي لما فيه الخير والفلاح في الدّنيا والآخرة، وأن تجعلني ممّن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
دمشق في غرّة شهر رمضان المبارك لعام 1408 هـ.
محمود الأرناؤوط