وفيها أبو عمر بن المكوي، أحمد بن عبد الملك الإشبيلي المالكي [1] ، انتهت إليه رئاسة العلم بالأندلس في زمانه، مع الورع، والصيانة، دعي إلى القضاء بقرطبة مرتين فامتنع، وصنّف كتاب «الاستيعاب» في مذهب مالك، في عشر مجلدات، توفي فجأة، عن سبع وسبعين سنة.
وفيها أبو عمر بن الجسور، أحمد بن محمد بن أحمد بن سعيد الأموي مولاهم القرطبي [2] . روى عن قاسم بن أصبغ، وخلق، ومات في ذي القعدة، وهو أكبر شيخ لابن حزم.
وفيها أبو عبيد الهروي [3] ، أحمد بن محمد بن محمد، صاحب «الغريبين» وهو الكتاب المشهور، جمع فيه بين غريب القرآن وغريب الحديث، وهو من الكتب النافعة السائرة في الآفاق.
قال الإسنوي [4] : ذكره ابن الصلاح في «طبقاته» ولم يوضح حاله، وقد أوضحه ابن خلّكان [5] فقال: كان من العلماء الأكابر، صحب أبا منصور الأزهري وبه انتفع، وكان ينسب إلى تعاطي الخمر، توفي في رجب، سنة إحدى وأربعمائة، سامحه الله تعالى. انتهى كلام الإسنوي.
وفيها أبو بكر الحنّائي- نسبة إلى الحناء المعروف [6]- عبد الله بن محمد بن هلال البغدادي [7] الأديب، نزيل دمشق. روى عن يعقوب الجصّاص وجماعة، وكان ثقة.