ها هو ذا المجلد الخامس من «شذرات الذّهب» ينضم إلى المجلدات الأربعة التي سبقته من طبعتنا هذه، التي أكرمني الله عزّ وجل بخدمتها. ولقد بذلت جهدي في سبيل الوصول بالكتاب إلى الصورة التي ترضي الله تعالى ثم ترضي العاملين بإخلاص على نشر ما ينفع النّاس من تراث الأمة، السّاعين إلى رفع سويّة أبنائها العلمية والثقافية والوصول بهم إلى مجد يحاكي مجد آبائهم الأولين.
وقد بذلت في سبيل إخراج هذه المجلدات الخمس- وهي نصف الكتاب- من ذوب روحي، وضياء عيني ما الله به أعلم، وواصلت الليل بالنهار وأنا أحقّق نصوصه، وأراجع ما أورده المؤلّف فيه من النقول على ما أمكنني الوقوف عليه من مصادره المطبوعة منها والمخطوطة.
ولقد وصلتني بعض المصادر الهامة متأخرة بسبب الظروف المعروفة للكتاب العربي والتي لم يسبق لأمة من الأمم أن عرفتها من قبل.
وكان لتوجيهات والدي وملاحظاته وإرشاداته السديدة النافعة الدور الأهم في وصول هذه المجلدات الخمس إلى ما وصلت إليه من الإتقان، والله أسأل أن يجزيه عنّي خير ما يجزي والدا عن ولده وأستاذا عن تلميذه.
كما كان لملاحظات عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة من خلّص