وقد صرح"العكبري"بضعف قراءة"النصب" (28) وما ذكره من توجيه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(27) ابو البركات: عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن الأنباري: (513-577) من آثاره: الإنصاف في مسائل الخلاف، وأسرار العربية،الإغراب في جدل الإعراب، واللمعة في صنعة الشعر، والبيان في غريب إعراب القرآن.

(28) البيان لابن الأنباري: ج 1 / 4..، والكشاف،ج:2 /191، والبحر المحيط: ج: 44، والتبيان للعكبري: ج2 /15

الضعف لاأراه مما يستقيم الأخذُ به هنا؛ ذلك أنَّ قراءة النصب متواترة ولايصحُّ المفاضلة بين القراءات المتواترة في الصحة وضدها، أوالقوة والضعف، وإن قلتُ بالتفاوت بينها في ظهور المعنى وخفائه وفي وجه دَِلالتهما، ولهذا قلت:إن قولة " الزمخشري":

" الرفع أوجه " كلمة جيدة، وقلت:إن كلمة أبي حيان: الرفع أثبت في الإخبار" كلمة فقيه، فهذا دال على أن التفاوت عندهما بين القراءتين تفاوت في غير الصحة وضدها.

وقدأشرت إلى شيء من هذا في مبحث القراءات في الآيات فانظره.

القول بالنصب في {كلمة الله} لايلزمه أن يكون معمولا للفعل (جعل) بمعناه الذي تسلط به على معموله " كلمة الذين كفروا" فإذا كان معنى " جعل" في " جعل كلمة الذين كفروا السفلى": صيرها، فإن الفعل " جعل" لاينحصر في معنى التصيير، بل هو أعم الأفعال ومن معانيه:"حكم، وقرر"وهذا المعنى متوائم مع"كلمة الله هي العليا" أي حكم وقرركلمة الله.

هذا وجه، ووجه آخر: أن يبقى الفعل " جعل" على بابه في الجملة الأولى، ويكون معنى " كلمة الله" في قراءة "الرفع" شريعته وأحكامه التى فرضها، فيؤول المعنى إلى جعل شريعته وأحكامه أمرًا ونهيًا هي العليا، بإعزاز الرسول صلى الله عليه وآله صحبه وسلم بالهجرة إلى المدينة النبوية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015