وأن نعلِّمهم أنَّ من أعلى منازل البِرِّ بالآباء إنما هو أن يستشهد الأبناء في سبيل الله تعالى ليكونوا لآبائهم ذخرًا يوم القيامة، مثلما كانوا لدينهم وأوطانهم عزًا ومنعة في الدنيا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(26) الاستعمار في القرآن الكريم هو الإبلاغ في التعمير:" هو أ، شأكم من الأرض واستعمركم فيها" (هود61) ولكن أعداءالإسلام يطلقون الاستعمار على التخريب والإفساد في الأرض.
وأن نعلمهم ثقافة إرهاب وإرعاب أعداء الله تعالى الذين لايتوانون عن إذلالنا في ديارنا، وأن نعلمهم ثقافة مسالمة من يسالمنا ظاهرًا وباطنا، ومن يَفِى بمواثيق معاهدتنا،وأن من وفَّى فله من الحق ما لايجوز أن يُغْبَنَ فيه، كما أن لنا عنده من الحق الذي لايجوز لنا أن نقبل منه أن يغبننا في أثارة منه أبدًا، وإلا كان نفارنا إلى الجنة هو سبيلنا.
كلُّ هذا يترادف إلى قلبك وأنت تنظر في أسلوب المقابلة بين هاتين الجملتين (جعل كلمة الذين كفروا السفلى) و (كلمة الله هي العليا) فهي وإن عدَّها البلاغيون مما عرف عندهم بالبديع، فإنها حقًا من بديع المعانى المتجددة المترادفة على قلبك لاتتناهى ما كان قلبك قابلا للتلقى.
وجاءت قراءة "يعقوب " بنصب " كلمة" من قوله تعالى " وكلمة الله" فتكون " الواو عاطفة " ما بعدها على معمول " جعل" ولم يُعْلِ بعض أهل العلم هذه القراءة، ومَن لمْ يُعْلِهَا، فَليْسَ بعالٍ.
يقول " أبو البركات ابن الأنباري" (27)
:" وقد قُرئ: كلمة الله بالنصب عطفًا على كلمة الذين كفروا، وفيه بعد؛لأنَ كلمة الله لم تزل عالية، فيبعد نصبها بجعل؛ لما فيه من إيهام أنها صارت عالية بعد أن لم تكن، والذي عليه جماهير القراء هو الرفع "
أمَّا "الزمخشري" فقد قال:" الرفع أوجه" وهي كلمة جيدة من الزمخشري، وقال أبو حيان:" وقراءة الجمهور بالرفع أثبت في الإخبار" وهي أيضًا كلمة فقيه واع.