(25) جامع البيان للطبري:6/421، والبحر المحيط لأبي حيان:ج 5 / 44

ذلك نَزِيرٌ من معانى الهدى في بيان الله تعالى ما نصر به نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم نصرًا معجزًا.

.....

ولمَّا كَمُلَ هذا البيانُ على أعظم وجه قرَّر الله تعالى جَدُّهُ الحقيقة

الثابتة الجامعة لكل الحقائق: (وكلمة الله هي العليا)

وأهل العلم يُفَسِّرون " كلمة الله" بأنها كلمة التوحيد، أو قوله: لأغلبن أنا ورسلى، أو أنه ناصره.

والأعلى على قراءة رفع" كلمة" أنها أمر الله وقدره ووعده.

فكان هذا تانيسًا لكلِّ نافرٍ إلى الجهاد في سبيل الله تعالى، فإن من نفر وهو موقن أن كلمة الله هي العليا جاهد وهو المطمئنُّ قلبه بعلُوِّ كلمة الله تعالى، وشأن دينه، وأنه الباقي المهيمن ما بقي ليل أو نهار، وأنه الدَّاخل كلَّ مكان دخله ليل أو نهار.

وهذا أيضًا دامِغٌ من يتساقط إلى التى هي أخزى فلا ينفر إلى جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين.

قوله (وكلمة الله هي العليا) مستأنف غير معطوف على معمول الفعل (جعل) على قراءة الجمهور بالرفع فهو حقيقة ثابتة مستمرة لاتنقطع تتجلى لناحينا وتغيم شواهدها عن بعض الأنظار حينا، ولكن بصائرالعلم بالله تعالى جدُّه لاتغيب عنهم أو يغفلون هم عن رؤيتها.

بنيت هذه الحقيقة القرآنية الإيمانية على أسلوب التخصيص الحصرى جاعلا طريقه تعريف الطرفين، مؤكدًا ذلك الطريق بضمير الفصل (هي) الحامل مع هذا التأكيد الحصري معنى أن الخبر متحقق في كُنْهِ المسند إليه وأن ذلك ليس أمرًا عارضًا قد يعتريه زوال أو نقص، فأنت إذا ماقلت:" محمد هو الكريم " فقد دلَّ هذا على أنَّ اختصاصه بالكرم أمرٌ قائمٌ في حقيقته وطبعه لايغيبُ عنه أبدًا، وهذا من دَِلالة البيان بالضمير وإن كان ضمير فصْلٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015