عليه) بيانًا لأنَّه من جملة ما نصره الله تعالى جدُّه به وليس من عَدَدٍ ولا عُدَّةٍ من الأصحاب والأتباع، فالنِّفار إلى الجهاد في سبيل الله إنما هو لصالح النَّافرين، وما نصرُ الإسلام ونبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالمتوقف على نفارهم، فإنَّ لله جندًا لاترى، (وما يعلم جنود ربك إلا هو) وفي اصطفاء كلمة (أيَّد) دلالة على معنى الحفظ والتقوية والمناصرة، وإسناد الفعل للضميرالراجع إلى اسم الجلالة مستحضرجلال هذا التأييد، فإن فاعله هو الله عزَّ وعَلا، وما الجنود إلا ألآت لتحقيق هذا التأييد، فإذا لم يتعال المعرضون عن النِّفار إلى الجهاد في سبيل بجعل أنفسهم آلات يحقق الله تعالى بها نصر نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فإن لله تعالى من الجند ما يحصى وما لايرى، فإدخال " الباء" على" جنود" تبيان لمنزلة هذه الجنود من تحقيق التأييد، وأنها ليست بالفاعله المحققة له وإنما هي لاتعدو أن تكون كالأدوات والوسائل، والفاعل الله عز وجلَّ، فاعتبروا يا أولى الأبصار (وَلَوْ يِشَاءُ الله لانتصَرَ مِنْهُمْ وَلكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) {محمد:4}

(وَلَنَبْلُونَّكُم حتَّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدينَ مِنْكُمْ والصَّابِرينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) {محمد: 31}

ـــــــــــــــــــــ

(24) البحر المحيط: لأبي حيان: ج 5 / 43

طور بواسطة نورين ميديا © 2015