وإسناد الفعل إلى اسم الجلالة الجامع لمعانى أسمائه الحسنى كلها ما علمنا منها وما لم نعلم إشارة إلى كمال الإنزال وكمال ما أُنْزِلَ وكمالِ مَنْ أُنْزِلَ عليه

والضمير في (عليه) يحتمل عوده إلى النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فيكون متوائمًا مع ما يرجع إليه الضمير من بعد في قوله (وأيده بجنود لم تروها) وللضمير في (إذ يقول)

ويحتمل أن يعود إلى ما يعود إليه الضمير في (لاتحزن) وهو أبو بكر الصديق رضي الله عنه المعبر عنه في الآية بصاحبه، وهذا ما قال به بعض أهل العلم منهم سيدنا " ابن عباس"

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(22) السابق: ج 5 / 227

لِننظرْ أولاً في مواطن النصر المعجز المذكورة في الآية وهي ثلاثة:

موطن الإخراج من مكة، وموطن الاختباء في الغار،ثم موطن لحوق الطلب في الطريق وقوله لصاحبه: لاتحزن إن الله معنا.

ولننظر فيما رتب على هذه الثلاثة نجدها أيضًا ثلاثة أشياء:

إنزال السكينة

والتأييد بجند

وجعل كلمة الذين كفروا السفلى

أيمكن القول إن كل واحد من هذه الثلاثة الممثلة لصور النصر المعجز عائد إلى واحد من مواطن النصر أيضًا على سبيل الترتيب فيكون الأول للأول....إلخ أو العكس أو التهويش إن صح القول به في القرآن الكريم؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015