سلف الأمة وائمتها: أئمة العلم والدين من شيوخ العلم والعبادة ... أثبتوا وآمنوا بجميع ما جاء به الكتاب والسنة كله من غير تحريف للكلم.

أثبتوا أن الله تعالى فوق سماواته، وأنه على عرشه بائن من خلقه وهم منه بائنون، وهو أيضًا مع العباد عموما بعلمه ومع أنبيائه وأوليائه بالنصر والتأييد والكفاية، وهو أيضًا قريب مجيب، ففي آية النجوى دلالة على أنه عالم بهم.....

وقال في شرح حديث النزول:لفظ المعية في سورة الحديد والمجادلة....ثبت عن السلف أنهم قالوا: هو معهم بعلمه

ــــــــــــــــــــــــــــــ

(21) السابق: ج5/1.3-1.4

وقد ذكر " ابن عبد البر" وغيره أن هذا إجماع من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولم يخالفهم فيه أحد ممن يعتد بقوله

وهومأثور عن ابن عباس والضحاك ومقاتل بن حيان وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل وغيرهم.....قال " ابن عباس " في قوله تعالى:" وهومعكم أينما كنتم " قال هو على العرش وعلمه معهم.

وروي عن سفيان الثوري أنه قال:" علمه معهم............

وقد بسط الإمام أحمد الكلام على معنى المعية في الرد على الجهمية ولفظ " المعية " جاء في كتاب الله عاما كما في هاتين الآيتين، وجاء خاصًا كما في قوله: (إن الله مع الذين اتقوا والذينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) وقوله (إنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى) وقوله (لاتَحْزَنْ إِنَّ اللهَ معنا) فلو كان المراد أنه بذاته مع كل شيء لكان التعميم يناقض التخصيص، لأنه قد علم أنَّ قوله (لاتحزن إنَ الله معنا) أراد به تخصيصه وأبابكر دون من عداهم من الكفار. ... (22)

...

وفي قوله: (فأنزل الله سكينته عليه) دلَّ الإنزال على بركة ماأُنْزِلَ

فإنَّ ما كان من أعلى من النعم الشأنُ فيه أنَّه الطَّيِّبُ الأكرمُ، وكذلك أنت واجده في الثمر ما علا كان أطيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015