يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سمواته السبع...." (18)
ففي المواطن كلها يقرر" الطبري" أن المعية معية عون ونصر، وليس معيه حلول، و"الطبري " من أهل السنة والجماعة.
ويقول الحافظ البيهقي (458هـ)
" ... ثنا معدان العابد: سألت سفيان الثوري عن قول الله عز وجلَّ (وهومعكم) قال علمه "....
".... عن عن الضحاك قال:" ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هورابعهم ولاخمسة إلا هو سادسهم"
قال: هو الله عز وجل على العرش، وعلمه معهم"..........
"وهو معكم أينما كنتم " يعنى قدرته وسلطانه وعلمه معكم أينما كنتم" (19)
ـــــــــــــــــــــــــ
(18) جامع البيان للطبري: ج2/54-55، ج4/544، ج1./177،ج11 /351،727
(19) الأسماء والصفات للبيهقي: ص 43.
ويقول " ابن تيمية": " ليس معنى قوله:" وهومعكم" أنه مختلط بالخلق، فإنَّ هذا لاتوجبه اللغة، وهوخلاف ما أجمع عليه سلف الأمة، وخلاف ما فطر الله عليه الخلق.......
وهوسبحانه فوق العرش رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع إليهم إلى غيرذلك من معانى ربوبيته.
وكل هذا الكلام الذي ذكره الله سبحانه من أنه فوق العرش وأنه معنا حق على حقيقته لايحتاج إلى تحريف، ولكن يُصانُ عن الظنونِ الكاذِبةِ.... (2.)
ويقول في الفتوى الحموية الكبرى:" إنَّ كلمة (مع) في اللغة إذا أطلقت، فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب
مماسة أو محاذاة يمين أو شمال، فإذا قيدت بمعنى من المعانى دلت على المقارنة في ذلك المعنى، فإنه يقال: ما زلنا نسير والقمر معنا أو النجم معنا. ويقال: هذا المتاع معى لمجامعته لك، وإن كان فوق رأسك، فالله مع خلقه حقيقة، وهوفوق عرشه حقيقة.