والمَعِيَّة في هذه الآية إنما هي مَعِيَّة مناصرة ومؤازرة ورعاية، وليست مَعِيَّة اختلاط وحلول تعالى الله عما يقول المشبهون والضالون علوًا كبيرًا

الحق الذي نؤمن به ونعقد عليه قلوبنا هو ما عليه سلفنا الصالح من أهل السنة والجماعة من أن الله عز وجلَّ مع عباده مَعِيَّة إحاطة وعلم وقدرة وسمع وبصر وتربية.... وغير ذلك مما تفيض به ربوبيته مع علوه جل جلاله على عرشه فوق جميع العالمين، فليس في الآية أدنى تاويل؛لأنَّ من فقه بيان العربية علم أنَّ المعيَّة فيه ليست تعنى المخالطة بل تعنى المصاحبة وهي تتسع مجالاتها ولاتنحصر في المصاحبة الحسية، فيفسرونها بحسب مقاماتها،واختلاف صنوف الدلالة الواحدة باختلاف السياق والمقام لايكون من قبيل التأويل أو صرف الكلام عن حقيقته إلى مجازه

يقول الطبري في قول الله تعالى (والله مع الصابرين) {البقرة:153} "عن الربيع ... تأويله: فإن الله ناصره وظهيره وراض بفعله، كقول القائل: افعل يا فلان كذا وأنا معك، يعني إني ناصرك على فعلك ذلك ومعينك عليه.

ويقول في قول الله تعالى (وقال الله إنى معكم ... ) المائدة:12

يقول: إنى ناصركم على عدوّكم وعدوي الذين أمرتكم بقتالهم إن قاتلتموهم ووفيتم بعهدي وميثاقي الذي أخذته عليكم......."

ويقول في قول الله تعالى (وإن الله لمع المحسنين) {العنكبوت:69}

يقول: وإن الله لمع من أحسن من خلقه، فجاهد فيه أهل الشرك، مُصَدّقا رسوله فيما جاء به من عند الله بالعون له، والنصرة على من جاهد من أعدائه.

ويقول في قول الله تعالى: (والله معكم) {محمد 35}

يقول: والله معكم بالنصر لكم عليهم. "

ويقول في (وهومعكم أينما كنتم) {الحديد: 4}

طور بواسطة نورين ميديا © 2015