والمسلم الصادق مسؤول عن التزام نسائه بآداب الإسلام في الخروج من بيوتهن، وعن اتخاذهن الحجاب الشرعي الذي غدا عنوان المرأة المسلمة وزيها المتميز الأصيل. ويوم تغلب الزوج زوجته أو بيئته على أمره، وتحملاته على تخطي هذا الحكم الشرعي، ويقف عاجزا أمامهما لا يبدئ ولا يعيد، فسلام على دينه وعلى رجولته معا.
على أن مسؤولية الزوج عن زوجه لا تقتصر على مظهرها الخارجي، وإنما تتعداه إلى عباداتها وسلوكها في الحياة؛ فهو مسؤول عنها إن قصرت في عبادة، أو فرطت في جنب الله بتهاون أو معصية، ومسؤول عن حسن سيرتها، واستقامة سلوكها، وقيامها بواجباتها، وأي تقصير منها في جانب من هذه الجوانب يخل برجولة الزوج، ويقدح في حسن إسلامه، ويخدش القوامة التي أكرمه بها الله.
ذلك أن الإسلام جعل المرأة أمانة في عنق الرجل، إذ غالبا ما تكون المرأة على دين زوجها، يقودها معه إما إلى الجنة، وإما إلى النار، ومن هنا كان أمر الله للمؤمنين في وقاية أنفسهم وأهليهم من النار معا، وقد جاء مصورا العاقبة المخيفة المروعة في مشهد رهيب، تنهلع لشدته القلوب، وتدار من هوله الرؤوس، إن هم تهاونوا في أمر نسائهم وذويهم، ولم يأطروهم على الحق أطرا:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (?).
إن قوامة الرجل على المرأة لا تتحقق كما أرادها الإسلام، إلا إذا كان الزوج رجلا ناجحا في قيادته لبيته وأسرته، والزوج المسلم لا يكون رجلا بغلظته وفظاظته وقسوته وعنفه وبطشه وسلاطة لسانه، فهذه رجولة الجاهلية، والرجولة