وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (?).
ومن هنا تنتفي من حياة المسلم الحق الصادق هذه المخالفات النسائية التي نجدها في بيوت كثيرة ممن ينتسبون إلى الإسلام.
إن الرجل الذي يرى بأم عينه زوجته وبناته وأخواته يخرجن إلى الشارع متبرجات كاسيات عاريات، قد حسرن عن رؤوسهن، وكشفن عن صدورهن وسواعدهن، ولا يبادر إلى تغيير هذا الواقع المنحرف عن هدي الله وأدب الإسلام إنما فقد رجولته وانحسر عن إسلامه، وباء بغضب من الله، ولن ينتشله من هذه الوهدة التي ارتكس فيها إلا توبة نصوح توقظ ضميره، وهزة عنيفة تحرك رجولته، وترده إلى الطريق القصد والصراط المستقيم.
لقد وضع الإسلام للمرأة آدابا، وخصها بزي مميز، وحدد لها لباسها الذي يسوغ لها أن تخرج فيه إلى الشارع، أو تظهر أمام الرجال غير المحارم، وهو ما يسمى بالحجاب الشرعي للمرأة المسلمة. والمرأة المسلمة التي رضعت لبان الإسلام، ونهلت من معينه الصافي، ونشأت في جوه الوارف الظليل، تتقبل هذا الحجاب بنفس راضية، وقلب مطمئن، واقتناع راسخ عميق، على أنه دين صادر عن الله عز وجل، وليس تعسفا من الرجال، ولا إرضاء لأنانياتهم وتحكمهم واستنثارهم بالمرأة، ولا تقليدا ابتدع في العصر الأموي زمن الوليد لتهتكه، كما يحلو للتافهين والتافهات والفارغين والفارغات أن يتبجحوا به من غير سند من علم، أو حجة من منطق، أو هدي من كتاب منير.
فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها فيما رواه البخاري عنها، قالت: ((يرحم الله نساء المهاجرات الأول. لما أنزل الله {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى