ولا يزور عمن أبغض ازورار الجافي المعرض المنكر الجاحد، وإنما يكون في الموقفين معتدلا مقسطا منصفا.
ويبين رسول الإسلام العظيم أن المرأة المسلمة المؤمنة مهما كرهها زوجها، فإنها لا تخلو من خلق كريم يرضى عنه الرجل، فما ينبغي له أن يتجاهل هذا الجانب الرضي فيها، ويبرز الجانب الذي يكره:
((لا يفرك مؤمن مؤمنة (?)، إن كره منها خلقا رضي منها آخر)) (?).
إن المسلم الحق ليقف إزاء هذه النصوص الصريحة القاطعة الآمرة بإنصاف المرأة والإحسان إليها، فلا يملك إلا أن يكون زوجا مثاليا، تنعم امرأته بعشرته الدمثة، وتسعد برفقته المهذبة الراقية، مهما امتد بهما العمر وطالت الأيام.
إذا دخل البيت أقبل على زوجه وأولاده بوجه طلق المحيا، مفتر الأسارير، فبادرهم بالتحية المباركة الطيبة التي أمر الله تعالى بها، وجعلها تحية الإسلام المتميزة إذ قال:
{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} (?). وحض على هذه التحية الرسول الكريم إذ قال لأنس رضي الله عنه:
((يا بنى إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك)) (?).