الجليلة الحافلة أن يوصي بالنساء، مفتتحا حديثه عنهن بهذا التنبيه الدال على العناية والاهتمام:
((ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنهن عوان عندكم ليس تملكون منهن
شيئا غير ذلك، إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع، واضربوهن ضربا غير مبرح، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا، ألا إن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فحقكم عليهن ألا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون، ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن)) (?).
إنها الوصية التي يسمعها كل زوج مسلم صادق واع، فيرى فيها الهدي النبوي الحكيم في تحديد الحقوق والواجبات على الأزواج والزوجات، في إطار من الرحمة بالنساء والحدب عليهن والإحسان إليهن، مما لا يدع مجالا للتفكير. بظلم الزوجة أو الإضرار بها في بيت الزوجية المسلم.
وتتعدد توصيات الرسول الكريم بالمرأة، حتى تبلغ حدا يجعل الزوج المحسن لزوجته من خيار الأمة وصفوتها:
((أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم)) (?).
وجاءت نسوة إلى آل الرسول الكريم يشكون أزواجهن، فأعلن الرسول صلوات الله عليه على أسماع الرجال:
((لقد أطاف بال محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم)).