كنت لأمينا على حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أجل، ولكن أحببت أن أستثبت)) (?).
وفي رواية لمسلم أيضا أن عمر قال معاتبا نفسه حين ثبت له الحديث: ((خفي علي هذا من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألهاني عنه الصفق بالأسواق)). يعني الخروج إلى التجارة في الأسواق.
وللمسلم الحق الواعي المستنير أدبه المتميز أيضا في المجلس الذي يغشاه، وإنه لأدب عالم مستقى من هدي الرسول القولي والعملي، يجعل من تحلى به آية في الرقي الاجتماعي والدماثة الخلقية.
وأول ما يتعلمه المسلم من هذا الهدي الرفيع الجلوس حيث ينتهي به المجلس، فلا يتخطى الرقاب، ولا يزاحم الجلوس ليفسحوا له مكانا بينهم في صدر المجلس، متبعا بذلك السنة الاجتماعية القويمة التي علمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصحابة الكرام حين يغشون مجلسه الكريم.
فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: ((كنا إذا أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - جلس أحدنا حيث ينتهي)) (?).
فالمسلم المتأدب بهذا الأدب العالي يتحاشى أن يقحم نفسه بين اثنين،
فيفرق بينهما إلا بإذنهما حين تدعو ضرورة إلى ذلك؛ ذلك أن تفريقه بينهما بغير إذنهما مما نهى عنه الرسول الكريم، وحذر منه بقوله: