ولقد كان من هدي الرسول الكريم للصحابة الذين بعدت بيوتهم عن المساجد ألا يتحولوا إلى بيوت قريبة منها، وأكد لهم أن آثارهم في السعي إليها ستكتب في صحيفة أعمالهم، وأن خطواتهم الكثيرة إليها لن تضيع:
فعن جابر رضي الله عنه قال: ((خلت البقاع حول المسجد، فأراد بنوا سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد، فبلغ ذلك النبى - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم: ((بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟)) قالوا: نعم يا رسول الله، قد أردنا ذلك، فقال: ((بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم))، فقالوا: ((ما يسرنا أنا كنا تحولنا)) (?).
وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرا من الذي يصليها ثم ينام)) (?).
وجاء الحث على حضور الجماعة في الصبح والعشاء في عدد من النصوص، بين فيها الرسول الكريم الثواب الجزل العميم لمن شهد الجماعة في هاتين الصلاتين، أجتزئ منها بنصين:
الأول: عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله)) (?).
والثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال سول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا)) (?).