يقود المسلم في أعماله كلها إلى حقيقة كبرى، وهي مرضاة الله عز وجل، فيجعله يزن كل قضية بميزان رضاه، ومن هنا يبدو هؤلاء أنصاف مسلمين، وقد لا يكون لهم من الإسلام سوى الاسم، وهذا الازدواج في الشخصية من أخطر ما ابتلي به المسلمون في هذا العصر.
والمسلم الصادق يؤدي فرائض الإسلام وأركانه أداء كاملا حسنا، لا تهاون فيه ولا تساهل ولا ترخص.
فهو يقيم الصلوات الخمس بأوقاتها؛ إذ الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين (?)، وهي أجل الأعمال وأفضلها كما في الحديث الذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أي الأعمال أفضل؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت: ثم أي؟ قال: ((الجهاد في سبيل الله)) (?). ذلك أن الصلاة صلة بين العبد وربه، ينقطع فيها الإنسان عن شواغل الحياة، ويتجه بكيانه كله إلى ربه، يستمد منه الهداية والعون والتسديد، ويسأله الثبات على الصراط المستقيم.
فلا غرو أن تكون الصلاة أجل الأعمال وأفضلها؛ لأنها المورد الثر الذي يتزود منه المسلم تقواه، ولأنها المنهل العذب النقي الذي يغسل بنميره خطاياه:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى