فلقد ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما يروي خادمه أنس، أحسن الناس خلقا)) (?) ولم يكن أنس رضي الله عنه مبالغا في قوله، ولم تحمله محبته له على المبالغة، فلقد رأى من حسن خلق الرسول الكريم ما لم تره عين، ولا سمعت به أذن. وندع أنسا رضي الله عنه يحدثنا عن طرف من خلق نبي الإسلام العظيم، فيقول:

((لقد خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعلة: ألا فعلت كذا؟)) (?).

ذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن فاحشا ولا متفخشا، كما يقول عبد الله بن عمرو بن العاص، وكان يكرر على أسماع الصحابة قوله:

((إن من خياركم أحاسنكم أخلاقا)) (?).

وقوله:

((إن الفحش والتفحش ليسا من الإسلام في شيء، وإن أحسن الناس إسلاما أحسنهم خلقا)) (?).

وقوله:

((إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا،

وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون (?) والمتشدقون (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015