المسلم الواعي أحكام دينه اجتماعي بطبعه، لأنه صاحب رسالة في الحياة، وأصحاب الرسالات لا بد لهم من الاتصال بالناس، يخالطونهم، ويعاملونهم، ويبادلونهم الأخذ والعطاء.
والإنسان المسلم اجتماعي من الطراز الرفيع، بما لقن من أحكام دينه الحق، وبما تمثل من أخلاقه الإنسانية الرفيعة النبيلة التي دعا إليها، وحض على التخلق بها في مجال التعامل الاجتماعي.
وشخصية المسلم الاجتماعية التي استنارت بهدي القرآن الكريم، وارتوت من منهل السنة النبوية المطهرة، شخصية فريدة، لا تقاس بالشخصية الاجتماعية التي ربتها النظم الوضعية المعاصرة، ولا الشرائع القديمة التي تعب في صياغتها الفلاسفة والمفكرون.
إنها شخصية اجتماعية راقية، كونتها مجموعة كبيرة جدا من مكارم الأخلاق، نطقت بها نصوص هذا الدين الحنيف من قرآن كريم وحديث شريف، وجعلت التخلق بها دينا يثاب المرء عليه، ويحاسب على تركه، فاستطاعت بذلك أن تجعل من شخصية المسلم الصادق نموذجا فذا للإنسان الاجتماعي الراقي المهذب التقى الخير النظيف.