المشتركة خمسين مليون دولار لتدمير الأغذية والمنتوجات الزراعية الفائضة عن حاجتها لحفظ أسعارها مرتفعة، وتنفق أمريكا ثلاثة آلاف مليون دولار سنويا تعويضات على عدم إنتاج الأغذية، لتبقى محتفظة بأسعارها العالية! ويقتل المزارعون الأمريكيون عشرات الألوف من العجول، ويدفنونها أرضا، محافظة على مستوى سعر اللحم، في حين مات في العام نفسه عشرات الألوف من الجوع في أفريفيا وآسيا وأمريكا الجنوبية!
ألا ما أبعد الفرق بين حضارة الإسلام الإنسانية التي لم ترض للإنسان الفقير أن يتأذى بريح قدر جاره المثير لشهوة الطعام، وبين حضارة الغرب المادية التي تهدد ملايين الأنفس بالموت جوعا!
وما أشقى الإنسانية اللاهثة وراء النظم المادية، شرقيها وغربيها، متخبطة في داجي جاهلية حالكة السواد!
وما أعظم مسؤولية المسلمين في حمل مشعل النور الذي يوقد من شجرة مباركة، لا شرقية ولا غربية، فبه وحده تتبدد حنادس الجاهلية، وبنوره وحده تستضيء العقول والقلوب، وتفيء الإنسانية إلى الرشد والهداية والأمن والرخاء.
والمسلم الواعي هدي دينه الحنيف يندفع في الإحسان إلى جاره على قدر طاقته، ولا يحقر القليل من الإحسان يسديه إلى جاره، كما يفعل بعض الجهلة، إذ يستقل المعروف فيمتنع عن تقديمه لجاره، فيحرم نفسه، ويحرم جاره من الخير، وهذا ما نبه إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - النساء خاصة؛ لأنهن كثيرا ما يستحيين من تقديم القليل من المعروف لجاراتهن، فقال: