لأذهانهم، مكونا لنفوسهم على مكارم الأخلاق، مزودا شخصياتهم بالمثل العليا، لا أن يكون مغتالا لعقولهم، مفسدا لفطرهم، مطفئا جذوات الخير في نفوسهم.
والهوايات ينبغي أن تكون منفية جوانب الخير في نفوسهم لا جوانب الشر، مشعلة جمرات الحق في أفئدتهم لا جمرات الباطل، مربية فيهم الذوق السليم لا الذوق السقيم.
والرفيق ينبغي أن يكون قائدا إلى الجنة لا إلى النار، مرشدا إلى الحق
لا إلى الباطل، هاديا إلى الرشد والتسامي والنجاح والبر، لا إلى الغي والهبوط والخيبة والعقوق، وكم من رفيق جر رفاقه إلى مزالق السوء ومنحدرات الشر ومهاوي الرذيلة، والآباء عن أولادهم غافلون، وما أحكم قول الشاعر عدي بن زيد العبادي في الصاحب والقرين (?):
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم…ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي
عن المرء لا تسأل وسل عن قرييه…فكل قرين بالمقارن يقتدي
وهكذا فعين الوالد المسلم الواعي تلحظ في تربيته لأولاده الكتاب والمجلة والرفيق والهواية والمدرسة والأساتذة والنادي ووسائل الإعلام، وكل ما له تأثير في تكوين شخصيات أولاده وتربية عقولهم ونفوسهم وعقيدتهم، وتتدخل عند اللزوم سلبا أو إيجابا، كيلا تتعثر العملية التربوية للأولاد، أو تصاب بعراقيل أو أمراض أو مشوهات.
ومن هنا نستطيع تفسير نجاح بعض الأسر في تربية أبنائها، وإخفاق بعضها، فالأسر الأولى شعرت بمسؤوليتها إزاء أولادها، فأولتهم عنايتها، فكانوا خيرا عليها وعلى المجتمع والناس، والثانية لم تشعر بمسؤوليتها هذه،