إنه الفرق البعيد الشاسع بين تشريع الله الذي جاء لسعادة الإنسان، وتشريع البشر القاصر الذي شقي به الإنسان.
ولا بدع أن نجد في الغرب، نتيجة لهذا التشريع المادي، جيوش المنحلين التائهين من الشبان، وجموع العاثرات من الأمهات غير المتزوجات من الفتيات البائسات الضائعات، وأعداد هؤلاء وأولئك في تصاعد مستمر على مر الأيام.
والوالد المسلم الواعي مفتح العينين على أولاده، يعرف ما يقرأون وما يكتبون، ويعرف هواياتهم التي اختاروها لأنفسهم، أو لفتهم هو إليها ونماها فيهم من حيث لا يشعرون، ويعرف رفاقهم الذين يلازمونهم، أو يقضون معهم معظم الأوقات، ويعرف الأماكن التي يرتادها أولاء في أوقات الفراغ، يعرف هذا كله من حيث لا يشعرون برقابته عليهم، فإذا ما وجد انحرافا منهم في مطالعة، أو هواية، أو تعلق برفيق سوء، أو ارتياد لأماكن مشبوهة، أو اعتياد بعض العادات الضارة كالتدخين، أو العكوف على الألعاب المكروهة أو المحرمة، مما يقتل الوقت، ويهدر الطاقة، ويعود الناشىء على الفراغ واللهو والتفاهة، إذا ما آنس الوالد شيئا من ذلك في أولاده، ردهم إلى الجادة برفق وحكمة وحزم، وسددهم إلى الصواب بلباقة وإقناع وجد.
ذلك أن كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري.
ومن هنا تبرز مسؤولية الوالدين في صياغة عقل المولود وتكوين شخصيته وتربية نفسه بملاحظة العوامل التربوية المؤثرة المذكورة آنفا.
فالكتاب الذي يعكف على مطالعته الأولاد ينبغي أن يكون مفتحا