والرد على من خالف السنة من ذوي البدع والإلحاد والإنصاف في مسائل الخلاف وشرح حديث جابر رضي الله عنه في الشفاعة وحديث أم زرع وشرح غريب الرسالة والمحصول في علم الأصول وكتاب العواصم من القواصم وترتيب الرحلة وفيه من الفوائد ما لا يوصف منها قال علماء الحديث: ما من رجل يطلب الحديث إلا كان على وجهه نضرة لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها" الحديث. قال: وهذا دعاء منه عليه الصلاة والسلام لحامل علمه ولا بد بفضل من نيل بركته. ومنها أنشد بعض الصوفية: امتحن الله بذا خلقه ... فالنار والجنة في قبضته
فهجره أعظم من ناره ... ووصله أطيب من جنته
كان هو رئيس وفد إشبيلية الوافد على الأمير عبد المؤمن بن علي فقبل طاعتهم وانصرفوا بالجوائز والإقطاعات لجميع الوفد سنة 543 هـ وفيها توفي منصرفه من مراكش وحمل إلى فاس ودفن بباب المحروق وقبره هناك معروف متبرك به. مولده سنة 468 هـ، وفي حاشية الشيخ الرهوني عند قول خليل وإدامة شطرنج حكايه سفره في البحر من المهدية إلى الإسكندرية وإليك نصها لما فيها من الفوائد. قال ابن غازي في تكميله ما نصه: ولما ذكر ابن العربي في قانون التأويل ركوبه البحر في رحلته من إفريقية قال: وقد سبق في علم الله أن يعظم علينا البحر بزوله ويفرقنا في هوله فخرجنا من البحر خروج الميت من القبر وانتهينا بعد خطب طويل إلى بيوت بني كعب من سليم ونحن من السغب على عطب ومن العري في أقبح زي قد قذف البحر زقاق زيت مزقت الحجارة هيئتها ودمست الأدهان وبرها وجلدتها فاختزمناها ايزاراً واشتملناها لففاً تمجنا الأبصار وتخذلنا الأنصار فعطف أميرهم علينا وأوينا إليه فآوانا وأطعمنا الله على يديه وسقانا وأكرم مثوانا وكسانا بأمر صغير ضعيف وفن من العلم ظريف، وشرحه: إنا لما وقفنا على بابه ألفيناه يدير أعوان الشاه فعل السامد اللاء فدنوت منه في تلك الأطمار وسمح لي ببيادقته إذ كنت من الصغر في حد يسمح فيه للأغمار ووقفت بإزائهم أنظر إلى تصرفهم من ورائهم إذ كان علق بنفسي بعض ذلك من بعض القرابة في خلس البطالة مع غلبة الصبوة والجهالة فقلت للبيادقة الأمير أعلم من صاحبه فلمحوني شزراً وعظمت في أعينهم بعد أن كنت نزراً، وتقدم للأمير من نقل إليه الكلام فاستدناني فدنوت منه وسألني هل لي بما هم فيه بصر؟ فقلت لي فيه بعض نظر سيبدو إليك ويظهر حرك تلك القطعة، ففعل