وجُنُوْحُه إلى الجَرِيْمَةِ، وإلى الشُّذُوْذِ ... إلخ.

مَا كُلُّ ذَلِكَ إلاَّ صَدًى لِمُشْكِلَةِ الوَقْتِ الفَائِضِ الَّذِي لا يَعْرِفُوْنَ لَه مُتَصَرَّفًا إلاَّ هَذَا السُّوْءِ ... والفَرَاغُ في الجَاهِلِيَّةِ الحَدِيْثَةِ لَيْسَ في حَقِيْقَتِه فَرَاغَ الوَقْتِ؛ ولَكِنَّه فَرَاغُ النَّفْسِ، فَرَاغُ القَلْبِ، فَرَاغُ الرُّوْحِ، فَرَاغُ القِيَمِ والمَبَادِئ العُلْيَا، فَرَاغُ الأهْدَافِ الجَادَّةِ الَّتِي تَشْغَلُ الإنْسَانَ حِيْنَ يَكُوْنَ على صُوْرَتِه الرَّبَّانِيَّةِ «في أحْسَنِ تَقْوِيمٍ» انْتَهَى.

* * *

- لِذَا حَرِصَ الإسْلامُ على تَنْظِيْمِ الوَقْتِ الَّذِي هُوَ حَيَاتُنا الدُّنْيا؛ فَقَدْ جَعَلَ جُزْءًا مِنْه للعَمَلِ، وجُزْءًا للعِبَادَةِ، وجُزْءًا للمَصَالِحِ العَامَّةِ، كَمَا جَعَلَ جُزْءًا آخَرَ للرَّاحَةِ؛ فَقَالَ الله تَعَالَى: (وَجَعَلْنَا اللَّيلَ لِبَاسًا وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا) (النبأ 10 - 11).

وقَالَ تَعَالَى: (وَالعَصْرِ إِنَّ الإنْسَانَ لَفي خُسْرٍ إلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَواصَوا بِالحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر)، قَالَ ابنُ عَبَّاسٍ رضِيَ الله عَنْهُما: «العَصْرُ هُوَ الدَّهْرُ» (?): أيْ: الزَّمَنُ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015