لاشَكَّ أنَّ الدَّعْوَةَ إلى مُسَابَقَةِ «شَاعِرِ المَلْيُوْن» تُعْتَبَرُ تَبْدِيْدًا وتَضْيِيْعًا لأوْقَاتِ الشَّبَابِ فِكْرًا، ووَقتًا، ومَالًا، وجُهْدًا؛ إذْ لا فَائِدَةَ تَحْتَهُ ولا طَائِلَ، وذَلِكَ في الوَقْتِ الَّذِي الأمَّةُ أحْوَجُ مَا تَكُوْنُ إلى شَبَابِها، وإلى النَّظَرِ إلى قَضَايَاهُمُ النَّازِلَةِ في سَاحَتِهِم، فمَرَّةً احْتِلالٌ واضْطِهَادٌ، وأخْرَى تَشْرِيْدٌ واسْتِبْدَادٌ، وثَالِثَةٌ هَوَانٌ وإذْلالٌ ... اللَّهُمَّ رُحْمَاكَ، اللَّهُمَّ عَفْوُكَ ورِضَاكَ!
* * *
إنَّ وَقْتَ الفَرَاغِ باتِّسَاعِهِ الخَطِيْرِ، كَمَا هُوَ مُشَاهَدٌ لَدَى شَبَابِ المُسْلِمِيْنَ الَّذِي أفْرَزَتْهُ مُسَابَقَةُ «شَاعِرِ المَلْيُوْن»، ووَسَّعَتْ مِنْ حُدُوْدِه كُلَّ يَوْمٍ، أصْبَحَ خَطَرًا كَبِيْرًا، وعِبْئًا على أبْنَاءِ المُسْلِمِيْنَ.
وفي بَيَانِ عُمْقِ مُشْكِلَةِ الفَرَاغِ، وخُطُوْرَتِه يَقُوْلُ الأسْتَاذُ مُحَمَّدُ قُطُبٍ في «مَنْهَجِ التَّرْبِيَةِ الإسْلامِيَّةِ» (2/ 159): «إنَّ شُغْلَ أوْقَاتِ الفَرَاغِ لَهُو مُشْكِلَةٌ مِنْ أسْوَءِ المَشَاكِلِ في الجَاهِلِيَّةِ، وفي جَاهِلِيَّةِ القَرْنِ العِشْرِيْنَ بِصِفَةٍ خَاصَّةٍ، ومَا الخَمْرُ والمَيْسِرُ، والمُخَدَّرَاتُ، و «حَانَاتُ» الرَّقْصِ، والمُجُوْنِ، وانْحِرَافُ الشَّبَابِ،