وبالرغم من هذه المكانة العالية والدرجة السامية التي كانت تحتلها عائشة (ض) في كل مجال من العلم والثقافة والفهم والإدراك وقدرة التحصيل والإحاطة والبديهة الواعية والذكاء المتوقد، رغم ذلك كله فإنها لم تكن مبرأة معصومة عن الأخطاء التي تعتري البشر، لا سيما في صغر السن، فكانت جارية حديثة السن، تنام عن العجين، فتأتي الداجن فتأكله (?). وذات مرة طحنت شيئا من شعير فجعلت له قرصا، فأقبلت شاة لجارها داجنة، فدخلت ثم عمدت إلى القرص، فأخذته ثم أدبرت به (?).
كما أنها لم تكن معروفة بجودة الطهي، ولا تحسن الطبخ مثل غيرها من الأزواج المطهرات (?). وكان بلال (ض) هو الذي يتولى مسؤولية الأمور المنزلية ونفقات أهل النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو الذي كان يوزع الغلة عليهن، ويستقرض إذا دعت الحاجة إلى الاستقراض لتغطية المصاريف (?).
ولما توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - اتسعت رقعة الدولة المسلمة، وكانت الفتوحات،