وبدأت ترد الأموال الهائلة من مشارق الأرض ومغاربها إلى بيت مال المسلمين، وتدفقت الخيرات والثروات على خزانة الدولة بالألوف التي يحار فيها الإحصاء، إلا أن بيت عائشة (ض) لم يكن فيه طعام يوم قبض الرسول - صلى الله عليه وسلم - (?).
وما زالت أمهات المؤمنين يصرف لهن ما فرض لهن من حصاد خيبر إلى زمن أبي بكر الصديق (ض)، ثم فرض عمر (ض) في عهده لكل واحدة منهن عشرة آلاف، وزاد عائشة (ض) ألفين (?)، وفي رواية: خير عمر (ض) أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقطع لهن من الماء والأرض أو يمضي لهن، فمنهن من اختار الأرض، ومنهن من اختار الوسق، واختارت عائشة (ض) الأرض (?)، إلا أن معظم ما كانت تستلمه أم المؤمنين من العطاء كان وقفا لصالح الفقراء والمساكين.
وجرى الأمر على هذا المنوال حتى زمن الخليفتين عثمان وعلي (ض)، وكذلك في زمن معاوية (ض). فلما تولى عبد الله بن الزبير - ابن أخت عائشة (ض) - خلافة الحجاز بعد معاوية (ض)، كان هو المسؤول عن مصاريف خالته، فكانت لا تمسك شيئا مما جاءها من رزق الله إلا تصدقت به (?).