سألت: هل ينظر الرجال والنساء بعضهم إلى بعض؟ فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: ((الأمر أشد من أن يهمهم ذاك)) (?) وفي رواية مسلم: ((يا عائشة! الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض)).

وسألت مرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: هل يذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة؟

فقال: ((يا عائشة أما عند ثلاث فلا، أما عند الميزان حتى يثقل أويخف، وأما عند تطاير الكتب فإما أن يعطى بيمينه أو يعطى بشماله فلا، وحين يخرج عنق من النار فينطوي عليهم، ويتغيظ عليهم، ويقول ذلك العنق: وكلت بثلاثة ....)) (?).

وسألته يوما عن الكفار والمشركين إذا عملوا عملا صالحا في الدنيا فهل يثابون عليه أم لا؟ وذكرت عبد الله بن جدعان من مشركي مكة، الذي كان رجلا صالحا رفيقا بالناس، وقد أنشأ مجلسا للتصالح، (حلف الفضول) جمع فيه كل رؤساء قريش لإيقاف الحرب الناشبة والمستمرة فيما بين قريش وكنانة، قبل مجيء الإسلام، حيث كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - أحد أعضاء هذا المجلس، فسألت الرسول يا رسول الله ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المساكين، ويحسن الجوار، ويقري الضيف، فهل ذاك نافعه؟ قال: ((لا يا عائشة! إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)) (?).

وكما هو معلوم فإن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وركيزة أساسية من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015