فعتبةُ لَا تسمعْ بِنَا قولَ كاشحٍ ... حسودٍ كذوبٍ مُبْغِضٍ ذِي دَغَاوِلِ1
ومَرَّ أَبُو سُفْيَانَ عَنِّي مُعْرِضًا ... كَمَا مَرَّ قَيْلٌ مِنْ عِظامِ المَقاوِلِ
يَفِر إلَى نَجْدٍ وبَرْدِ مياهِه ... ويزعُم أنني لستُ عَنْكُمْ بغافلِ
ويخبرُنا فِعْلَ المُناصِح أَنَّهُ ... شَفِيقٌ ويُخفى عارماتِ الدَّوَاخِلِ2
أمِطْعمُ لَمْ أخْذُلْك فِي يومِ نجدةٍ ... وَلَا مُعْظِم عندَ الأمورِ الْجَلَائِلِ
وَلَا يومَ خَصْمٍ إذَا أَتَوْكَ ألِدَّةً ... أولِى جَدَل مِنْ الخصومِ المَساجل3
أمُطْعِمُ إنَّ القومَ سَامُوكَ خُطَّةً ... وَإِنِّي متىِ أوكَلْ فلستُ بوائلِ4
جَزَى اللهُ عَنَّا عبدَ شمسٍ ونَوْفَلًا ... عقوبةَ شَرٍّ عَاجِلًا غيرَ آجِلِ
بميزانِ قِسْطٍ لَا يُخَسُّ شَعِيرَةً ... لَهُ شاهدٌ مِنْ نفسِه غيرَ عَائِلٍ5
لَقَدْ سَفُهتْ أحلامُ قومٍ تبدَّلوا ... بَنِي خلفٍ قَيْضًا بِنَا والغَياطل6
ونحنُ الصميمُ مِنْ ذؤابةِ هَاشِمٍ ... وَآلِ قُصَيٍّ فِي الخُطوبِ الْأَوَائِلِ
وسهمٌ وَمَخْزُومٌ تَمَالَوْا وألَّبُوا ... عَلَيْنَا العِدَا مِنْ كلِّ طِمْل وخاملِ7
فعبدُ مَنَافٍ أَنْتُمْ خيرُ قومِكم ... فَلَا تُشركوا فِي أمرِكم كلَّ واغِلِ8
لعَمْري لَقَدْ وهنتمُ وعَجَزْتم ... وَجِئْتُمْ بِأَمْرٍ مُخْطئ للمفاصلِ9