شُهُورًا وَأَيَّامًا وَحَوْلًا مُجَرَّما ... عَلَيْنَا وَتَأْتِي حِجَّةٌ بعدَ قَابِلِ1

وَمَا تركُ قومٍ، لَا أَبَا لَكَ، سَيِّدًا ... يَحُوطُ الذِّمارَ غَيْرَ ذَرْب مُوَاكِل2

وأبيضُ يُستسقَى الغمامُ بِوَجْهِهِ ... ثمالُ الْيَتَامَى عِصْمةٌ لِلْأَرَامِلِ3

يلوذُ بِهِ الهُلاَّف مِنْ آلِ هَاشِمٍ ... فهم عندَه في رَحْمةٍ وفواضلِ

لَعَمْري لَقَدْ أَجْرَى أسَيد وبَكْرُه ... إلَى بُغضِنا وَجَزَّآنَا لِآكُلْ

وعثمانُ لَمْ يَرْبع عَلَيْنَا وقُنفُذ ... وَلَكِنْ أطاعَا أمرَ تِلْكَ القبائلِ4

أَطَاعَا أبَيًّا وابنَ عبدِ يغوثِهم ... وَلَمْ يَرْقُبا فِينَا مَقالةَ قَائِلِ

كَمَا قَدْ لَقِينا مِنْ سُبَيْعٍ ونوْفلٍ ... وَكُلٌّ تولَّى مُعْرِضًا لَمْ يُجَامِلْ

فَإِنْ يُلْقيا أَوْ يُمكن اللهُ مِنْهُمَا ... نَكِلْ لَهُمَا صَاعًا بصاعِ المُكايل

وَذَاكَ أَبُو عَمْرٍو أَبَى غيرَ بُغْضِنا ... ليظْغنا فِي أهلِ شاءٍ وجاملِ5

يُنَاجِي بِنَا فِي كلِّ مَمْسَى ومُصْبَح ... فناجِ أَبَا عَمْرٍو بِنَا ثُمَّ خاتِل

ويُؤْلى لَنَا باللهِ مَا إنْ يَغُشنا ... بَلى قَدْ نَرَاهُ جَهْرَةً غيرَ حائلِ6

أَضَاقَ عَلَيْهِ بغضُنا كلَّ تَلْعَةٍ ... مِنْ الأرضِ بَيْنَ أخْشُبٍ فمجادِلِ7

وسائلْ أَبَا الوليدِ مَاذَا حَبَوْتَنا ... بِسَعْيِك فِينَا معْرِضًا كالمخاتِل

وكنتَ امْرَأً مِمَّنْ يُعاش برأيِه ... ورحمتِه فِينَا وَلَسْتَ بجاهلِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015