وَبِهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الخَلِيْلُ بنُ عبد الجَبَّار بقَزْوِيْن وَكَانَ ثِقَةً حَدَّثَنَا، أَبُو العَلاَءِ بِالمَعَرَّة حَدَّثَنَا، أَبُو الفَتْحِ مُحَمَّد بن الحُسَيْنِ حَدَّثَنَا، خَيْثَمَةُ......، فَذَكَرَ حَدِيْثاً.

ثُمَّ قَالَ السِّلَفِيّ: وَمِنْ عَجِيْب رَأْي أَبِي العَلاَءِ تركُهُ أَكل مَا لاَ يَنْبُتُ حَتَّى نُسِبَ إِلَى التَّبَرْهُم وَأَنَّهُ يَرَى رَأْي البرَاهِمَةِ فِي إِثْبَات الصَّانعِ وَإِنْكَارِ الرُّسلِ وَتَحْرِيْم إِيذَاء الحيوَانَاتِ حَتَّى العقَارب وَالحيَّات وَفِي شِعْرِهِ مَا يَدلُّ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ لاَ يَسْتَقِرُّ بِهِ قرَار فَأَنشدنِي أَبُو المَكَارِمِ الأَسَدِيّ أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ لِنَفْسِهِ:

أَقَرُّوا بِالإِلهِ وأثبتوه ... وقالوا: لا نبيّ ولا كتاب

وَوطءُ بنَاتِنَا حلٌّ مباحٌ ... رُوَيْدَكُمُ فَقَدْ طَالَ العِتَابُ

تَمَادَوا فِي الضَّلاَل فَلَمْ يَتوبُوا ... وَلَوْ سمع: وا صَليلَ السَّيْفِ تَابُوا

قَالَ: وَأَنشدنَا أَبُو تَمَّام غَالِبُ بنُ عِيْسَى بِمَكَّةَ أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ لِنَفْسِهِ:

أَتَتْنِي مِنَ الإِيْمَان سِتُّوْنَ حِجَّةً ... وَمَا أَمْسَكَتْ كَفِّي بِثِنْيِ عِنَانِ

وَلاَ كَانَ لِي دارٌ وَلاَ رُبْعُ منزلٍ ... وَمَا مسَّنِي مِنْ ذَاكَ رَوْعُ جَنَانِ

تَذكَّرتُ أَنِّي هالكٌ وَابْنُ هالكٍ ... فَهَانَتْ عليَّ الأَرْضُ وَالثَّقَلاَنِ

وَبِهِ: قَالَ السِّلَفِيّ: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّة عَقيدَتِهِ مَا سَمِعْتُ الخَطِيْب حَامِدَ بنَ بختيَار سَمِعْتُ أَبَا المَهْدِيّ بنَ عبدِ الْمُنعم بن أَحْمَدَ السَّرُوجِي سَمِعْتُ أَخِي أَبَا الفَتْح القَاضِي يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَى أَبِي العَلاَءِ التنوخِي بِالمَعَرَّة بَغْتَةً فَسمِعتُهُ يُنشدُ:

كَمْ غُودِرَتْ غادةٌ كعابٌ ... وَعُمِّرت أُمّها العَجُوْزُ

أَحرَزَهَا الوَالِدَانِ خَوفاً ... وَالقَبْرُ حرزٌ لَهَا حَرِيزُ

يَجوزُ أَنْ تُخْطِئ المنَايَا ... وَالخُلْدُ فِي الدَّهْرِ لاَ يَجُوْزُ

ثُمَّ تَأَوَّهَ مَرَّات وَتَلاَ قَوْله تَعَالَى: {إنَّ فِي ذلكَ لآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الآخِرةِ} إِلَى قَوْلِهِ: {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} [هود: 103 - 105] . ثُمَّ صَاح وَبَكَى وَطرح وَجهه عَلَى الأَرْضِ زَمَاناً ثُمَّ مَسحَ وَجْهَهُ وَقَالَ: سُبْحَانَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَذَا فِي القِدَمِ! سُبْحَانَ مَنْ هَذَا كَلاَمُه! فَصبرتُ سَاعَةً ثُمَّ سَلَّمْتُ ثُمَّ قُلْتُ: أَرَى فِي وَجْهِكَ أَثَرَ غِيظٍ؟ قَالَ: لاَ بَلْ أَنشدتُ شَيْئاً مِنْ كَلاَم المَخْلُوْق وَتَلَوْتُ شَيْئاً مِنْ كَلاَم الخَالِق فَلَحِقَنِي مَا تَرَى. فَتحققت صِحَّة دينه.

وَبِهِ: قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا التبرِيزِي يَقُوْلُ: أَفْضَلُ مَنْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ أَبُو العَلاَءِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015