وَمِنْه:
قُلْتُمْ لَنَا خالقٌ قديمٌ ... صَدَقْتُمُ هَكَذَا نَقُوْلُ
زَعَمْتُمُوْهُ بِلاَ زمانٍ ... وَلاَ مكانٍ إلَّا فَقُوْلُوا
هَذَا كلامٌ لَهُ خبيءٌ ... مَعْنَاهُ لَيْسَتْ لكم عقول
وَمِنْه:
دينٌ وكفرٌ وأنباءٌ تقَال وَفُر ... قانٌ يُنَصُّ وتوراةٌ وَإِنجيلُ
فِي كُلِّ جيلٍ أباطيلٌ يُدَانُ بِهَا ... فَهَلْ تَفَرَّد يَوْماً بِالهُدَى جيلُ
فَأَجَبْتُه:
نَعَمْ أَبُو القَاسِمِ الهَادِي وأُمّته ... فَزَادَكَ اللهُ ذُلاً يَا دُجَيْجِيلُ
وَمِنْه لُعِنَ:
فَلاَ تَحْسَبْ مَقَالَ الرُّسْلِ حَقّاً ... وَلَكِنْ قَوْلُ زورٍ سَطَّرُوهُ
وَكَانَ النَّاسُ فِي عيشٍ رغيدٍ ... فَجَاؤُوا بِالمُحال فَكَدَّرُوهُ
وَمِنْه:
وَإِنَّمَا حَمَّلَ التَّوْرَاةَ قَارِئَهَا ... كسبُ الفَوَائِدِ لاَ حُبُّ التِّلاَوَاتِ
وَهل أُبيحت نِسَاءُ الرُّوْم عَنْ، عرضٍ ... لِلعُرْبِ إلَّا بِأَحكَامِ النُّبُوَّاتِ
أَنشدتنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عليّ كِتَابَةً أَخْبَرَنَا، فَرْقَدُ الكِنَانِيّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتّ مائَة أَنشدنَا السِّلَفِيّ سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا التبرِيزِي يَقُوْلُ: لَمَّا قرأت على أبي العلاء بالمعرة قوله:
تناقضٌ مَا لَنَا إلَّا السُّكوتُ لَهُ ... وَأَن نَعُوذَ بِمَوْلاَنَا مِنَ النَّارِ
يدٌ بِخَمْسِ مئٍ مِنْ عسجدٍ وُدِيَتْ ... مَا بِالُهَا قُطِعَتْ فِي ربع دينا ?
سَأَلتُهُ فَقَالَ: هَذَا كَقَوْل الفُقَهَاء: عبَادَة لاَ يُعْقَلُ معنَاهَا.
قَالَ كَاتِبهُ: لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ؛ لقَالَ: تَعَبُّدٌ. وَلَمَّا قَالَ: تَنَاقضٌ. وَلَمَّا أَرْدَفَه بِبَيْتٍ آخَر يَعترِضُ عَلَى رَبّهُ.
وَبإِسْنَادِي قَالَ السِّلَفِيّ: إِنْ كَانَ قَالَهُ مُعْتَقداً مَعْنَاهُ فَالنَّارُ مأوَاهُ وَلَيْسَ لَهُ فِي الإِسْلاَمِ نصِيْب. هَذَا إِلَى مَا يُحَكَى عَنْهُ فِي كِتَابِ الْفُصُول وَالغَايَات فَقِيْلَ لَهُ: أَيْنَ هَذَا مِنَ القُرْآن؟ فَقَالَ: لَمْ تَصْقُلْهُ المحَارِيب أَرْبَعِ مائَةِ سَنَةٍ.