وَرُكُوعَهَا, إلَّا كَانَتْ كفَّارة لِمَا فِيْهَا -أَوْ قَالَ: قَبْلَهَا- مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يَأْتِ كَبِيْرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ" 1.

أَخرجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدٍ وَابنِ الشَّاعِرِ, عَنْ أَبِي الوَلِيْدِ.

قَالَ ابْنُ أَرسلاَنَ فِي تَارِيْخِهِ: قَرَأْتُ بخطِّ الحَافِظِ أَبِي سَعِيْدٍ قَالَ: لَمَّا مَرِضَ أَبُو العَبَّاسِ مرضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيْهِ, اغتمَّ المُسْلِمُوْنَ, فَرَأَى صهرُهُ أَبُو العَبَّاسِ الأَزْهَرِيُّ فِي المَنَامِ, أنَّ أَبَا العَبَّاسِ لاَحقٌ بِنَا، وَمَن اسْتغفرَ لَهُ غُفِرَ لَهُ, فَشَاعَ الخَبَرُ فِي البلدِ, فَحَضَرَهُ أَهْلُ البلدِ أَفواجاً, فَكَانَ يَسْتَغفرُ لَهُمْ.

وَمَرِضَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْماً, ثُمَّ اعتقلَ لساَنُهُ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ إلَّا مِنَ الهَمْسِ بِقَولِ: لاَ إِلهَ إلَّا اللهَ, وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ السَّبتِ حَادِيَ عشرَ صفرٍ سَنَةَ سِتٍّ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, فَعَظُمتِ المُصيبَةُ, وَاجتمعَ الكلُّ لجِنَازَتِهِ، وَأَقَامُوا رَسْمَ التَّعزِيَةِ سِتَّةَ أَيَّامٍ تعزيَةً عَامرَةً بِالفُقَهَاءِ وَالأَكَابِرِ وَوُجُوهِ الدَّهَاقِين2, وَحضرَ خُوَارِزْمَ شَاهَ أَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عرَاقٍ تعزيتَهُ مَعَ أُمرَائِهِ, وَكثُرتْ فِيْهِ المرَاثي، وَمَاتَ عَنْ ثَلاَثَةِ بنينَ -رحمه الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015