الأَمِيْرُ أَبُو فِرَاسٍ, الحَارِثُ بنُ سَعِيْدِ بنِ حمدان التغلبي الشاعر المُفْلِقُ, وَكَانَ رَأْساً فِي الفُروسيَّةِ وَالجُودِ, وَبرَاعَةِ الأَدبِ.
كَانَ الصَّاحِبُ ابْنُ عبَّاد يَقُوْلُ: بُدئَ الشِّعرُ بِمَلكٍ وَهُوَ امرُؤُ القَيْسِ, وَخُتِمَ بِمَلكٍ وَهُوَ أَبُو فِرَاسٍ.
أسَرَتْهُ الرُّوْمُ جريحاً, فَبقيَ بِقُسْطَنْطِيْنِيَّةَ أَعواماً, ثُمَّ فَدَاهُ سَيْفُ الدَّوْلَةِ مِنْهُمْ بِأَمْوَالٍ, وَأَعطَاهُ أَمْوَالاً جَزِيْلَةً وَخيلاً وَمَمَالِيْكَ.
وكَانَتْ لَهُ مَنْبج, ثُمَّ تملَّك حِمْصَ, ثُمَّ قُتِلَ بناحية تدمر, وكان سار ليتملَّك حلب.
وديوانه مَشْهُوْرٌ.
قُتِلَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ وَثَلاَثِ مائَةٍ, وكل عمره سبع وثلاثون سنة.