مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَمْدَانَ بن عَلِيِّ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ سِنَانٍ, الإمَامُ الحَافِظُ, أَبُو العبَّاس, أَخُو الزَّاهِدِ أَبِي عُمَرَ, ابنَا الحَافِظِ أَبِي جَعْفَرٍ الحِيْرِيِّ النَّيْسَابُوْرِيِّ محدِّث خُوَارِزْمَ.
وُلِدَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَسَبْعِيْنَ وَمائَتَيْنِ.
سَمِعَ: مُحَمَّدَ بنُ أَيُّوْبَ الرَّازِيُّ، وَمُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيْمَ البُوْشَنْجِيُّ، وَمُحَمَّدَ بنَ عَمْرٍو قَشْمَردَ، وَمُحَمَّدَ بنَ نُعَيْمٍ, وَالحَسَنَ بنَ عَلِيِّ بنِ زِيَادٍ السُّرِّيَّ, وَمُوْسَى بنَ إِسْحَاقَ الأَنْصَارِيَّ، وَالقَاضِي عَبْدَ اللهِ بنَ أُبَيٍّ الخوَارزمِيَّ، وَإِبْرَاهِيْمَ بنَ عَلِيٍّ الذُّهلِيَّ، وَتَمِيمَ بنَ مُحَمَّدٍ الطُّوْسِيَّ، وَالحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدٍ القَبَّانِيُّ, وَمُحَمَّدُ بنُ النَّضْرِ بنِ سَلَمَةَ الجَارودِيَّ، وَأَبَا عَمْرٍو أَحْمَدَ بنَ نَصْرٍ الخفَّافَ, وَعِمْرَانَ بنَ مُوْسَى بنِ مُجَاشِعٍ, وَأَبَا الفَضْلِ أَحْمَدَ بنَ سَلَمَةَ النَّيْسَابُوْرِيَّ، وَعَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ بنِ الجُنَيْدِ, وَإِبْرَاهِيْمُ بنُ أَبِي طَالِبٍ, وَابْنُ خُزَيْمَةَ، والسرَّاج, وخلقًا سواهم.
رَوَى عَنْهُ: أَبُو بَكْرٍ البَرْقَانِيُّ, وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِيْسَى، وَأَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِيْمَ بنِ قَطَن، وَأَبُو سَعِيْدٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوْسُفَ الكرَابيسِيُّ الحَافِظُ، وَأَحْمَدُ بنُ أَبِي إِسْحَاقَ, وَغَيْرُهُمْ.
طوَّل تَرْجَمَتهُ ابْنُ أَرسلاَنَ محدِّث خُوَارِزْمَ فِي تَارِيْخِهِ, فَقَالَ: سَكَنَ خُوَارِزْمَ, فسُمِّيَ بِهَا أَبَا العَبَّاسِ الزَّاهِدِ مِنْ وَرَعِه وَاجْتِهَادِهِ.
رَحَلَ بِهِ أَبُوْهُ إِلَى الرَّيِّ للسَّمَاعِ مِنِ ابْنِ الضُّرَيْسِ, وَإِلَى طُوْسَ إِلَى تَمِيمٍ.
حدَّث وَهُوَ حَدَث فِي مَجْلِسِ ابْنِ الضُّرَيْسِ, فَقَرَأْتُ بخطِّ أَبِي سَعِيْدٍ الكرَابِيسِيِّ, فَقَالَ: حدَّثنا أَبُو العَبَّاسِ, حدَّثنا أَحْمَدُ بنُ سَلَمَةَ, حدَّثنا سَلَمَةُ بنُ شَبِيْبٍ, قَالَ: كُنْتُ مَعَ أَحْمَدَ بنُ حَنْبَلٍ فِي مسجدِهِ وَهُوَ يقرَأُ عَلَيْهِ كِتَابَ "الأَشْرِبَةِ"؛ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فسلَّم, ثُمَّ قَالَ: مَنْ فِيْكُمْ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ؟ فَقَالَ: أَنَا أَحْمَدُ. فَقَالَ: أَتيتُكَ مِنْ أَرْبَعِ مائَةِ فَرسخٍ برّاً وَبَحْراً, كُنْتُ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ؛ إِذْ أَتَانِي آتٍ فَقَالَ: إِنِّيْ أَنَا الخَضِرُ, فَرُحْ إِلَى بَغْدَادَ, وَسَلْ عَنْ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ, وَقُلْ لَهُ: إِنَّ سَاكنَ العرشِ وَالملاَئِكَةَ الَّذِيْنَ حولَ العرشِ رَاضُونَ عَنْكَ بِمَا صبَرْتَ بِهِ نَفْسَكَ, فَقَامَ أَحْمَدُ وَذهبَ إِلَى مَنْزِلِهِ, فَقَالَ لِلرَّجُلِ: أَلَكَ حَاجَةٌ؟ قَالَ: لاَ, إِنَّمَا جئتك لهذا, فودَّعه وانصرف.