زُهَيْرُ بنُ مُعَاوِيَةَ: حَدَّثَنَا مَيْسَرَةُ بنُ حَبِيْبٍ, عَنِ المِنْهَالِ بنِ عَمْرٍو, عَنْ سَعِيْدِ بنِ جُبَيْرٍ: سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُوْلُ: مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا المَنْصُوْرُ، وَمِنَّا المَهْدِيُّ. إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ.

رَوَى إِبْرَاهِيْمُ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الهَاشِمِيُّ, عَنْ أَبِيْهِ, عَنْ جَدِّهِ, أَنَّ أَبَاهُ قَالَ: قَالَ لَنَا المَنْصُوْرُ: رَأَيتُ كَأَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ- عَمَّمَنِي بِعِمَامَةٍ كُوْرُهَا ثَلاَثَةٌ، وَعِشْرُوْنَ، وَقَالَ: خُذْهَا، وَأَوْصَانِي بِأُمَّتِهِ.

وَعَنِ المَنْصُوْرِ قَالَ: المُلُوْكُ أَرْبَعَةٌ: مُعَاوِيَةُ، وَعَبْدُ المَلِكِ، وَهِشَامُ بنُ عَبْدِ المَلِكِ، وَأَنَا.

حَجَّ المَنْصُوْرُ مَرَّاتٍ مِنْهَا فِي خِلاَفَتِهِ مَرَّتَيْنِ، وَفِي الثَّالِثَةِ مَاتَ بِبِئْرِ مَيْمُوْنٍ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ مَكَّةَ.

أَبُو العَيْنَاءِ: حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ: أَنَّ المَنْصُوْرَ صَعِدَ المِنْبَرَ فَشَرَعَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ اذْكُرْ مَنْ أَنْتَ فِي ذِكْرِهِ. فَقَالَ مَرْحَباً لقَدْ ذَكَرتَ جَلِيْلاً، وَخَوَّفْتَ عَظِيْماً، وَأَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُوْنَ مِمَّنْ إِذَا قِيْلَ لَهُ: اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالإِثْمِ، وَالمَوْعِظَةُ مِنَّا بَدَتْ، وَمِنْ عِندِنَا خَرَجَتْ، وَأَنْتَ يَا قَائِلَهَا فَأَحْلِفُ بِاللهِ: مَا اللهَ أَرَدْتَ إِنَّمَا أَرَدْتَ أَنْ يُقَالَ: قَامَ فَقَالَ فَعُوقِبَ فَصَبَرَ فَأَهْوِنْ بِهَا مِنْ قَائِلِهَا، وَاهْتَبِلْهَا مِنَ اللهِ، وَيْلَكَ إِنِّيْ قَدْ غَفَرتُهَا.، وَعَادَ إِلَى خُطبتِهِ كَأَنَّمَا يَقْرَأُ مِنْ كِتَابٍ.

قَالَ مُبَارَكٌ الطَّبَرِيُّ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللهِ الوَزِيْرُ سَمِعَ المَنْصُوْرَ يَقُوْلُ: الخَلِيْفَةُ لاَ يصلحهإلَّا التَّقْوَى، وَالسُّلْطَانُ لاَ يُصْلِحُه إلَّا الطَّاعَةُ، وَالرَّعِيَّةُ لاَ يُصلِحُهَا إلَّا العَدْلُ، وَأَولَى النَّاسِ بِالعَفْوِ أَقْدَرُهُم عَلَى العُقُوْبَةِ، وَأَنْقَصُ النَّاسِ عَقلاً مَنْ ظَلَمَ مَنْ هُوَ دُوْنَهُ.

وَقِيْلَ: إِنَّ عَمْرَو بنَ عُبَيْدٍ، وَعَظَ المَنْصُوْرَ فَأَبكَاهُ، وَكَانَ يَهَابُ عَمْراً، وَيُكرِمُهُ، وَكَانَ أَمَرَ لَهُ بِمَالٍ فَرَدَّهُ.

وَقِيْلَ: إِنَّ عَبْدَ الصَّمَدِ عَمَّهُ قَالَ: يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ لقَدْ هَجَمْتَ بِالعُقُوْبَةِ حَتَّى كَأَنَّكَ لَمْ تَسْمَعْ بِالعَفْوِ. قَالَ: لأَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَمْ تَبْلَ رِمَمُهُم، وَآلَ عَلِيٍّ لَمْ تُغْمَدْ سُيُوْفُهُم، وَنَحْنُ بَيْنَ قَوْمٍ قَدْ رَأَوْنَا أَمْسِ سوقة، ولا تتمهد هيبتنا في صدورهمإلَّا بِنِسْيَانِ العَفْوِ.

وَقِيْلَ: دَخَلَ عَلَيْهِ هِشَامُ بنُ عُرْوَةَ فَقَالَ: اقْضِ دَيْنِي. قَالَ:، وَكَم هُوَ?. قَالَ: مائَةُ أَلْفٍ قَالَ: وَأَنْتَ فِي فِقْهِكَ، وَفَضْلِكَ تَأخُذُ مائَةَ أَلْفٍ لَيْسَ عِنْدَكَ قَضَاؤُهَا?. قَالَ: شَبَّ فِتْيَانٌ لِي فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُبَوِّئَهُم، وَخَشِيْتُ أَنْ يَنتَشِرَ عَلَيَّ أَمرُهُم، وَاتَّخذتُ لَهُم مَنَازِلَ، وَأَوْلَمْتُ عَلَيْهِم ثِقَةً بِاللهِ وَبِأَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015