وَقِيْلَ: كَانَ جَعْفَرٌ يَقُوْلُ: كَيْفَ أَعْتَذِرُ وَقَدِ احْتجَجْتُ, وَكَيْفَ أَحتَجُّ وَقَدْ عَلِمتُ?

رَوَى يَحْيَى بنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ هَيَّاجِ بنِ بِسْطَامَ, قَالَ: كَانَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ يُطعِمُ, حَتَّى لاَ يَبْقَى لِعِيَالِه شَيْءٌ.

عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرٍ, وَسُئِلَ: لِمَ حَرَّمَ اللهُ الرِّبَا؟ قَالَ: لِئَلاَّ يَتَمَانعَ النَّاسُ المَعْرُوْفَ.

وَعَنْ هِشَامِ بنِ عَبَّادٍ, سَمِعْتُ جَعْفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ يَقُوْلُ: الفُقَهَاءُ أُمنَاءُ الرُّسُلِ, فَإِذَا رَأَيْتُمُ الفُقَهَاءَ قَدْ رَكنُوا إِلَى السَّلاَطِيْنِ فَاتَّهِمُوهُم.

وَبِهِ حَدَّثَنَا الطَّبَرَانِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ زَيْدِ بنِ الجُرَيْشِ، حَدَّثَنَا الرِّيَاشِيُّ، حَدَّثَنَا الأَصْمَعِيُّ, قَالَ: قَالَ جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ: الصَّلاَةُ قُربَانُ كُلِّ تَقِيٍّ, وَالحجُّ جِهَادُ كُلِّ ضَعِيْفٍ, وَزَكَاةُ البَدَنِ الصِّيَامُ, وَالدَّاعِي بِلاَ عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلاَ وَتَرٍ, وَاسْتَنْزِلُوا الرِّزْقَ بِالصَّدَقَةِ, وَحَصِّنُوا أَمْوَالَكم بِالزَّكَاةِ, وَمَا عَالَ مَنِ اقْتَصَدَ, وَالتَّقدِيرُ نِصْفُ العَيْشِ, وَقِلَّةُ العِيَالِ أَحَدُ اليَسَارَيْنِ, وَمَنْ أَحْزَنَ وَالِدَيْه فَقَدْ عَقَّهُمَا, وَمَنْ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِه عِنْدَ مُصِيْبَةٍ فَقَدْ حَبِطَ أَجرُهُ وَالصَّنِيعَةُ لاَ تَكُوْنُ صَنِيْعَةً إلَّا عِنْدَ ذِي حَسَبٍ أَوْ دِيْنٍ, والله ينزل الصبر على قدر المصيبة, وَيُنْزِلُ الرِّزقَ عَلَى قَدرِ المُؤنَةِ, وَمَنْ قَدَّرَ مَعِيْشَتَه رَزَقَهُ اللهُ, وَمَنْ بَذَّرَ مَعِيْشَتَه حَرَمَهُ اللهُ.

وَعَنْ رَجُلٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: رَأَيْتُ جَعْفَراً يُوْصِي مُوْسَى يَعْنِي ابْنَهُ يَا بُنَيَّ مَنْ قَنعَ بِمَا قُسِمَ لَهُ اسْتَغْنَى وَمَنْ مَدَّ عَيْنَيْهِ إِلَى مَا فِي يَدِ غَيْرِه مَاتَ فَقِيْراً, وَمَنْ لَمْ يَرضَ بِمَا قُسِمَ لَهُ اتَّهمَ اللهَ فِي قَضَائِهِ, وَمَنِ اسْتَصْغَرَ زَلَّةَ غَيْرِه اسْتَعْظَمَ زَلَّةَ نَفْسِه, وَمَنْ كَشَفَ حِجَابَ غَيْرِه انكَشَفَتْ عَوْرَتُهُ, وَمَنْ سَلَّ سَيْفَ البَغْيِ قُتِلَ بِهِ, وَمَنِ احْتَفَرَ بِئْراً لأَخِيْهِ أَوقَعَهُ اللهُ فِيْهِ, وَمَنْ دَاخَلَ السُّفَهَاءَ حُقِّرَ, وَمَنْ خَالطَ العُلَمَاءَ, وُقِّرَ وَمَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ يَا بُنَيَّ إِيَّاكَ أَنْ تُزرِيَ بِالرِّجَالِ فَيُزْرَى بِكَ, وَإِيَّاكَ وَالدُّخُوْلَ فِيْمَا لاَ يَعْنِيكَ فَتَذِلَّ لِذَلِكَ, يَا بُنَيَّ قُلِ الحَقَّ لَكَ وَعَلَيْكَ تُسْتَشَارُ مِنْ بَيْنِ أَقْرِبَائِكَ, كُنْ لِلْقُرْآنِ تَالِياً, وَللإِسْلاَمِ فَاشِياً, وَللمَعْرُوْفِ آمِراً, وَعَنِ المُنْكرِ نَاهِياً, وَلِمَنْ قَطَعَكَ وَاصِلاً, وَلِمَنْ سَكَتَ عَنْكَ مُبتَدِئاً, وَلِمَنْ سَألَكَ مُعطِياً, وَإِيَّاكَ وَالنَّمِيْمَةَ فَإِنَّهَا تَزرَعُ الشَّحْنَاءَ فِي القُلُوْبِ, وَإِيَّاكَ وَالتَّعَرُّضَ لِعُيُوْبِ النَّاسِ فَمَنْزِلَةُ المُتَعَرِّضِ لِعُيُوبِ النَّاسِ كَمَنْزِلَةِ الهَدَفِ, إِذَا طَلَبْتَ الجُوْدَ فَعَلَيْكَ بِمَعَادِنِهِ, فَإِنَّ لِلْجُوْدِ مَعَادِنَ, وَللمَعَادِنِ أُصُوْلاً, وَللأُصُوْلِ فُرُوعاً, وَلِلفُرُوعِ ثَمَراً, وَلاَ يَطِيْبُ ثَمَرٌ إلَّا بِفَرعٍ, وَلاَ فَرعٌ إلَّا بِأَصلٍ, وَلاَ أَصلٌ إلَّا بِمَعدنٍ طَيِّبٍ زُرِ الأَخْيَارَ, وَلاَ تَزُرِ الفُجَّارَ, فَإِنَّهُم صَخْرَةٌ لاَ يَتَفَجَّرُ مَاؤُهَا وَشَجَرَةٌ لاَ يَخضَرُّ وَرَقُهَا وَأَرْضٌ لاَ يظهر عشبها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015