إِنَّ قَوْماً يَزْعُمُوْنَ أَنَّ مَنْ طلَّقَ ثَلاَثاً بِجَهَالَةٍ, رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ تَجْعَلُونهَا وَاحِدَةً, يَرْوُونَهَا عَنْكُم قَالَ: مَعَاذَ اللهِ, مَا هَذَا مِنْ قَوْلِنَا, مَنْ طلَّقَ ثَلاَثاً, فَهُوَ كَمَا قَالَ.
سُوَيْدُ بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بنِ عَمَّارٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, قَالَ: مَنْ صَلَّى عَلَى مُحَمَّدٍ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ مائَةَ مرَّةٍ قَضَى اللهُ لَهُ مائَةَ حَاجَةٍ1.
أَجَازَ لَنَا أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ أَبِي المَكَارِمِ اللَّبَّانُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ العَبَّاسِ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ غَزْوَانَ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بنُ أَنَسٍ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا قَالَ لَهُ سُفْيَانُ: لاَ أَقُومُ حَتَّى تُحَدِّثَنِي قَالَ: أَمَا إِنِّي أُحَدِّثُكَ وَمَا كَثْرَةُ الحَدِيْثِ لَكَ بِخَيْرٍ يَا سُفْيَانُ إِذَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْكَ بِنِعْمَةٍ فَأَحْبَبْتَ بَقَاءهَا وَدوَامَهَا فَأَكْثِرْ مِنَ الحَمْدِ وَالشُّكرِ عَلَيْهَا فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُم} [إِبْرَاهِيْمُ: 7] وَإِذَا اسْتَبْطَأْتَ الرِّزقَ فَأَكْثِرْ مِنَ الاسْتِغْفَارِ فَإِنَّ اللهَ قَالَ فِي كِتَابِهِ {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ} [نوح: 10-12] ,. يَا سُفْيَانُ إِذَا حَزَبَكَ أَمرٌ مِنَ السُّلْطَانِ أَوْ غَيْرِه فَأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ الفَرَجِ وكنز من كنز الجَنَّةِ فَعَقدَ سُفْيَانُ بِيَدِهِ وَقَالَ ثَلاَثٌ وَأَيُّ ثَلاَثٍ قَالَ جَعْفَرٌ عَقَلَهَا وَاللهِ أَبُو عَبْدِ اللهِ وَلَيَنفَعَنَّه اللهُ بِهَا.
قُلْتُ: حِكَايَةٌ حَسَنَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنِ ابْنُ غَزْوَانَ وَضَعَهَا, فَإِنَّهُ كَذَّابٌ.
وَبِهِ قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الغِطْرِيْفِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُكْرَمٍ الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ عَبْدِ الحَمِيْدِ، حَدَّثَنَا مُوْسَى بنُ مَسْعُوْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ, قَالَ دَخَلْتُ عَلَى جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ, وَعَلَيْهِ جُبَّةُ خَزٍّ دَكنَاءُ وَكِسَاءُ خَزٍّ أَيدجَانِيٌّ, فَجَعَلتُ أَنظُرُ إِلَيْهِ تَعَجُّباً فَقَالَ: مَا لَكَ يَا ثَوْرِيُّ قلت: يا ابن رسول الله! لَيْسَ هَذَا مِنْ لِبَاسِك وَلاَ لِبَاسِ آبَائِكَ فَقَالَ: كَانَ ذَاكَ زَمَاناً مُقتِراً, وَكَانُوا يَعْمَلُوْنَ عَلَى قَدرِ إِقتَارِهِ وَإِفقَارِه, وَهَذَا زَمَانٌ قَدْ أَسبَلَ كُلَّ شَيْءٍ فِيْهِ عَزَالِيْهِ2. ثُمَّ حَسَرَ، عَنْ ردنِ جُبَّتِه, فَإِذَا فِيْهَا جُبَّةُ صُوْفٍ بَيْضَاءُ, يَقصُرُ الذَّيْلُ عَنِ الذَّيلِ, وَقَالَ: لَبِسنَا هَذَا للهِ, وَهَذَا لَكُم, فَمَا كَانَ للهِ أخفيناه وما كان لكم أبديناه.