فيها دراسة جدية بالأساتذة الذين يَمرون فيها، وآخر من جدوا فيها الأستاذ عبد الله الإغْشَّانِي سيدُ الأتقياء الورعين.
لَم نسمع عن الدراسة فيها شيئا قبل ابن الطيفور الأسْغاركِيسي، ثُم وليه فيها الفحل الذي لا يقذع أنفه الْحَسن بن الطيفور الساموجني، ثُم صارت تتدرج بين مَد وجزر إلى الآن بالأساتذة الذين يشارطون وعلى قدر هِممهم.
تقع هذه المدرسة في تِينْدُوف في التخوم السوسية الصحراوية، وكان آل ابن الأعمش منذ أسسوا تلك المدينة على يد قومهم تَاجَاكانت رفعوا هناك راية التدريس، فيدرس فيها كل من مر بهم من فطاحل الشناكطة؛ كمحمد يَحيى الولاتي وأمثاله، بل قيل: إن مَحمد محمود التركزي مصحح القاموس درس هناك أيضا، حين سافر إلَى الشرق، وقد أقفرت الدراسة من هناك بعد عام (1330هـ) من هذا القرن.
كانت هذه المدرسة الواقعة في تَامَّازْتْ بقبيلة المنابِهة قديمة، إلا أن شهرتِها لَم تتسع إلا بالأستاذ مُحمد بن عبد الملك اليزيدي الإيسي الذي زخر تلاميذه في تلك الناحية، وهناك يزيديون آخرون أمثاله في أولاد بَرحِيل قريبا من هناك وفي تِينزرت.
هذه المدرسة من بنات المدرسة التِّيمْجِّيدْشْتِيَّة قام بِها الشيخ سيدي الْحَسن التِّيملي المتوفى عام (1308هـ)، فأصدر منها بالعلوم وبالتربية الصوفية كثيرين ملئوا تلك النواحي، وقد تبعه أولاده قليلا، ثُم أقفرت من هذا الشأن بعد ما كان لَها وكان.