كانت مشهورة بالقراءات غالبا، إلى أن احتلها سيدي مسعود المعدري عام (1279هـ)، فردها علمية، ثُم لَم تلبث أن كبر شأنُها فزخرت بالطلبة إلى أن قاربوا مائتين تولاها أبناء مسعود فزادوها شرفا إلى شرف، خصوصا في عهد الأستاذ مَحمد بن مسعود المتوفى عام (1330هـ) الذي خلف والده المتوفى عام (1319هـ)، وفي عهد الشيخ أحمد أخيه، ولا يزال أحفاد المسعوديين فيها مكبين، وهي من المدارس التي لا تزال تؤدي واجبها.
في جوار تلك المقدمة، وفي مثل أحوالِها، فكذلك لَم تعد مدرسة علمية نشيطة إلا بعد عام (1240هـ)، فدرس فيها مَحمد بن مَحمد الأدوزي المتوفى عام (1276هـ)، ثُم لازمها أهله، ثُم أولاده عبد العزيز المتوفى عام (1336هـ)، فأبناؤه إلى الآن، وهي مِن كبريات المدارس التي قامت ولا تزال تقوم بالواجب إلى الآن بكل هِمَّة على يد أستاذها سيدي الْحَاج إبراهيم.
كانت المدرسة صغيرة وقديمة، فلمَّا ورد عبد الله بن مَحمد جد الأسرة من تَامجروت- المتوفى عام (1198هـ) - ملأها علما، ثُم تتابع فيها الْجد في الدراسة بأولاده وأحفاده إلى أن انقرض منهم العلم، فتابعت الْمدرسة سيرها إلى الآن بين مَد وجزر بأساتذة آخرين.
لَم تَحدث هذه المدرسة إلا في (1297هـ) إلا أن هِمَّة مؤسسها مَحمد بن عبد الله المتوفى عام (1302هـ)، وهِمَّة خلفه أخيه علي بن عبد الله المتوفى عام (1347هـ) جعلتها مدرسة عظيمة الشأن في الفنون العربية خصوصا الأدب الأندلسي وما إليه، وقد مرت بِها سنون مزدهرة، ثُم ضعف شأنُها أخيرا، ويُخشى أن لا تَجد من يبعث فيها بِهمته ما سلف منها.
مدرسة تذكر من القرن الْحَادي عشر، وربَّما كانت أقدم من ذلك، مرت