قال تعالى: (وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا (49) قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا)
بل أكثر من هذا دلالة على قدرة الله , أن الله أَكَّدَ في القرآن قدرته على إعادة بصمات الأصابع على ما كانت عليه في الدنيا مع أن كل إنسان تختلف بصماته عن بصمات كل الناس في الدنيا.
قال تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ) .
اعترف ابن رشد الفيلسوف - بأن الشرائع في الأصل مبدأ للسلوك الحسن في الحياة , وللعمل الصالح , وأن أسلوب المعاد في كل الشرائع أفضل من الفلسفة , في حث جمهور الناس على ذلك. ثم قال ابن رشد: أن جعل المعاد روحانيا وجسمانيا معاً كما جاء في الإسلام أفضل , وإن كان ذلك مخالفاًَ لرأى الفلاسفة لأنه أكثر حث لجمهور الناس على التمسك بالفضائل , وعلى العمل الصالح.
فابن رشد يهتم في حديثه عن المعاد بالغاية القصوى , وهى عامل التهذيب , وهو لم يتعرض فلسفيا ً للمعاد نفسه , بل العجيب أنه ادعى أن الفلاسفة لم يثبت عنهم إنكار بعث الأجسام , وهذا مجرد دفاع لا يؤيده الواقع , ودعوى لا يؤيدها الدليل