وبعد أن الله حدد كل جزئية من أصول العقيدة بما يحفظ على الأمة وحدتها.

وموضوع الرؤية إثباتا أو نفيا ليس من أصول العقيدة.

ولن نُسأل عنه أمام الله. فعلينا أن نعطيه قدرة فقط وغدا إن شاء الله سيجمع الله المنكرين والمثبتين في جنته. ونتركهم هناك.. (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ)

حتمية الثنائية:

على أن التصور الإسلامى لعقيدة البعث والجزاء لا يتم إلا بالتصور المحسوس والمعنوى معا وذلك لأن تغليب جانب من الجانبين المادى والروحانى ينحدر بالحقيقة الإيمانية عن قمتها..

إنَّ تصور النعيم المحسوس وحده يحول بين أصحاب الهمم الكبيرة وبين الاقتناع بالعقيدة.

وقد روى عن رابعة العدوية قولها: نحن إذاً صغار حتى نفرح بالفاكهة ولحم الطير , قالت هذا عندما سمعت قوله تعالى: (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ)

والشبلي من المتصوفة عندما سمع قوله تعالى: (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) عندما سمعها صاح وقال: فأين الذين يريدون وجه الله؟..

وكان يقول عندما يسمع قوله تعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا)

ظاهرها الإنعام وباطنها الامتحان لينظر سبحانه من يعش لله ومن يعش لحظ نفسه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015