رفع الله ذكرالسابقين إلى الإسلام، الذين تحملوا سياط الشرك، وصبروا لله، وجعل القرآن الحد الفاصل بين السابقين والمتأخرين، هو فتح مكة. لتتسع دائرة السبق الزمانى. ولأن من دخل في الإسلام بعد الفتح هم الطلقاء.
قال تعالى: (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
ومع هذا كان عمر بن الخطاب يشعر أن السنوات الست التي سبقه بها أبو بكر إلى الإسلام تمثل سياطاً في ضمير عمر تدفعه إلى التسابق العملى، لقد كان عمر يبكى عندما يقرأ هذه الآية: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)
التسابق العملى: مجال مفتوح إلى يوم القيامة.
مجال مفتوح أمام الجميع وقد ذكر القرآن الفائزين في مجال التسابق العملى.
قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)
فالسبق هنا تسابق عملى.. يسع المجدين في كل عصر..
المقربون صنفان: مقربون عند الله لقضاء حاجات الناس، والاستغفار لهم، وهم المقربون من الملآئكة، قال تعالى: (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ)
ومقربون في الجنة وهم من البشر وهؤلاء تخدمهم الملآئكة والغلمان المخلدون والحور العين.
والفارق بين المقامين كبير