(وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ)
وقال لبنى أسرائيل: (خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ)
وقال ليحيى عليه السلام: (يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ)
فأصحاب اليمين هم أصحاب القوة في الحق.
وإذا عرفنا أصحاب اليمين، أمكننا أن نعرف أصحاب الشمال فبضدها تتميز الأشياء.
إنهم ضعاف النفوس أمام رغباتهم..
ضعفت نفوسهم أمام تكاليف الإيمان. فكفروا.
وضعفت أمام ثمن الفضيلة، فاستسلموا للغرائز..
وضعفت أمام متطلبات الحرية، فاسترقتهم الأهواء..
وضعفوا أمام إغراء المنصب.. فنافقوا..
(وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً (7) فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (8) وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (9) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)
بعد أن تعرفنا على كل جماعة من الجماعات الثلاث، يحسن أن نعرف شيئا عن خصائص التركيب للجمل القرآنية.
أعاد القرآن المبتدأ بلفظه في موضع الخبر: (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ)
إشارة إلى أن كل وصف للنعيم لا يكفى لجمع أطراف الصورة في الذهن وذلك ليذهب العقل البشرى كل مذهب في التصور..
وكذلك الأمر مع أصحاب الشمال. (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10) أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ)
أجل.. السابقون إلى الخيرات، سابقون إلى الجنة.
وأسأل: هل المراد بالسبق هنا السبق الزمانى؟
أم المراد التسابق في مجال الخيرات؟
النص الكريم يحتمل المعنيين..